responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 998
وفي المقدر في أبواب الخبر والحال والنعت قولان:
الأول أنه يقدر اسما مفردا لأنه الأصل في الإخبار والتقدير: "لا ريب كائن فيه"
الثاني انه يقدر فعلا لأن الفعل هو الأصل في العمل، والتقدير: "لا ريب استقر فيه "
وفي هذا يقول ابن المجراد السلاوي المغربي في " لاميته في إعراب الجمل وأشباه الجمل ":
بـ"كائن" مقدر أو " استقر " = = في صفة أوصلة أو في الخبر
أو حال. " استقر" عين في الصلة = = إذ هي لا تكون غير جملة

وجملة (لا ريب فيه) تحتمل أوجها من الإعراب:
1ـ أن تكون في محل نصب على أنها حال من " يوم الجمع " أي وتنذرهم يوم الجمع حال كونه غير مشكوك فيه، وهذا اقتصر عليه ابن آجروم في كتابه المذكور
2ـ أنها لا محل لها من الإعراب لأنها مستأنفة.
3ـ لا محل لها لأنها اعتراض، وهو قول الزمخشري والبيضاوي، وانتقده أبو حيان كعادته في انتقاد الزمخشري قائلا: " ولا يظهر أنه اعتراض، أعني صناعياً، لأنه لم يقع بين طالب ومطلوب"
وكذا انتقده تلميذه السمين الحلبي.
ويظهر وجهه بلاغيا،لأن البلاغيين يسمون مثل هذا اعتراضا وهو اصطلاحهم، ولا مشاحة في الاصطلاح، وذلك ما أشار إليه الألوسي بقوله: " (لاَ رَيْبَ فِيهِ) اعتراض في آخر الكلام مقرر لما قبله "
(فريق في الجنة) فيه أوجه:
1ـ مبتدأ وإن كان نكرة، وسوغ الابتداء بالنكرة إما:
ــ أن المقام مقام تفصيل. كقول امرئ القيس:
فأقبلت زحفا على الركبتين = = فثوبٌ لبست وثوبٌ أجر
ـ أو كونها موصوفة بوصف محذوف تقديره: "فريق منهم في الجنة" كما قالوا في " السمن منوان بدرهم " أي منوان منه بدرهم، وهو ضعيف
و (في الجنة) جار ومجرور متعلق بمحذوف وجوبا وهو في محل رفع خبر المبتدأ.
2ـ مبتدأ حذف خبره، ويقدر مقدما على الوجه الأحسن في خبر النكرة الموصوفة.
و" في الجنة " في محل رفع على أنه نعت لـ" فريق" والتقدير: " منهم فريق كائن في الجنة ومنهم فريق كائن في السعير "
2ـ خبر لمبتدأ محذوف و " في الجنة" كذلك نعت لـ" فريق " والتقدير: " هم فريق كائن في الجنة وفريق كائن في السعير "
(وفر يق في السعير) " الواو لعطف الجمل و " فريق في السعير " مثل " فريق في الجنة " في الأوجه الثلاثة. .

وجملة (فريق في الجنة) وما عطف عليه تحتمل:
1ـ أن تكون مستأنفة استئنافا بيانيا أي في جواب سؤال مقدر، تقديره: " كيف كان حالهم؟ " فأجاب: " فريق في الحنة وفريق في السعير " وهو الأجود
2ـ أن تكون في محل نصب على أنها حال من المفعول الأول لـ"تنذر" المحذوف والتقدير::" .. وتنذرهم يوم الجمع حال كونهم بعضهم في الجنة وبعضهم في السعير" أي صائرين إليهما.
وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما {فَرِيقاً * وَفَرِيقًا} بنصبهما.
ويحتمل وجوها:
1ـ أن يكون منصوبا على الحال إما:
ــ من مقدر أي افترقوا أي المجموعون فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير.
ــ أو من ضمير جَمْعِهم المقدر لأن "أل" في "الجمع" قامت مقامه أي وتنذر يوم جمعهم متفرقين. وهذان التقديران للألوسي
لكن يطرح سؤال: كيف يجتمعون في كونهم متفرقين؟
أجاب الألوسي بأجوبة:
الأول أن التفرق من مجاز المشارفة أي مشارفين للتفرق، والفعل يطلق على مشارفة الفعل.
الثاني: أن الحال مقدرة أي مقدرة الوقوع في المستقبل ن فلا يلزم كون افتراقهم في حال اجتماعهم.
والنحويون يقسمون الحال قسمين: حال واقعة وحال مقدرة.
الثالث أن يقال: إن اجتماعهم في زمان واحد لا ينافي افتراق أمكنتهم كما تقول: صلوا في وقت واحد في مساجد متفرقة فالمراد متفرقين في داري الثواب والعقاب،
الرابع أن المراد بالجمع جمع الأرواح بالأشباح أو الأعمال بالعمال فلا سؤال أصلا،
2ـ أن يكون النصب بـ"تنذر" وهو إما:
ـ أن يكون مقدرا يدل عليه المذكور.
والتقدير: "تنذر فريقاً من أهل الجنة وفريقاً من أهل السعير" وإنما قدرنا مضافا (= أهل) وجعلنا "في" بمعنى"من" لأن الإنذار ليس في الجنة والسعير
ـ أو أن يكون هو المذكور، والتقدير: " وتنذر يوم الجمع فريقا من أهل الجنة وفريقا من أهل السعير "
ولا يخفى ما في هذا الإعراب الثاني ـ في قراءة النصب ـ من التكلف الواضح البين لأنه يحوج إلى أمرين: تقدير مضاف وإخراج "في" عن معناه الأصلي.

والله أعلم بأسرار كتابه

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 998
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست