responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 95
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[07 - 05 - 2014, 03:53 م]ـ
ويُراجع في وضع النحويِّين بعضَ الأبيات، والاستشهاد بها في النَّحو كتاب سيبويه (3/ 61)، وغيرُه. وهذه مسألةٌ ثابتةٌ غيرُ مدفوعةٍ، أعنِي وضعَ النُّحاة خاصَّةً أبياتًا من الشِّعر، وإدخالَها في كتب النَّحو، فليُتنبَّه لها. أما وضعُ غيرِهم، فأمرٌ أشهَر من أن يُنبّه عليه.
وثمّة ملحوظة أخرَى في الكِتاب، وذلك في ص152، وهو قوله: (رُبَّ امرءًا بك ..). وهو كذلك في "شرح التسهيل". والصواب (رُبَه). ويُراجع "التذييل 11/ 305".

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[09 - 05 - 2014, 12:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
ومما يدل على أن ابن مالك -رحمه الله- هو واضع البيت:
أرى محرزا عاهدته ليوافقن * فكنت كمن أغريته بخلافِ
قوله في بيت آخر من موضوعاته الكثيرة:
هببتُ ألوم القلبَ في طاعة الهوى * فلجَّ كأني كنتُ باللوم مغريا
وقوله:
قد زاد حزنك لما قيل: لا حزنا * حتى كأن الذي ينهاك يغريكا
فالتشابه بين المعاني ظاهر بيِّن، لأنه في الأول يقول: عاهدته على الموافقة فكأنني أغريته بخلافي، وفي الثاني يقول: لمته في طاعة الهوى فكأنني أغريته باللجاج فيه، وفي الثالث يقول: نُهيت عن الحزن فكأنك أُغريتَ بالإمعان فيه.
وكلها مأخوذة من قول أبي نواس:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراءُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن أعجب المضحكات من تشابه أبياته الموضوعات قوله:
لولا زهير جفاني كنت منتصرا * ولم أكن جانحا للسلم إذ جنحوا
وقوله:
لو كان لي وزهيرٍ ثالث وردت * من الحمام عدانا شر مورود
فانظر إلى هذا النظم ما أظهر الوضع فيه!
وقد أخبر في البيت الأول أن زهيرا جفاه وأن هذا كان سبب فوات النصر، وأن جفوته هي التي أجاءته إلى السلم!
وفي الثاني أخبر أن زهيرا وفى له بيد أنهما عدما من يثلثهما فكان ذلك سبب فوات الظفر بالأعداء وإيرادهم شرائع الردى!
ثم انظر كيف تكرر اسم زهير فيهما! فما أدري أهو صديق كان له فأخلَّ بحقه أم هو صديقُ خيالٍ صوَّره له محبته لهذا الاسم!
ولشدَّ ما عجبتُ من زهير هذا، فإنه جاض في الحومة الأولى من الموت، ثم أثبت في الثانية رجله في مستنقعه، وقال لها: من دون أخمصك الحشرُ!
وممن يشبه زهيرا هذا رجل يقال له: ابن أوس، وهو صاحب جيضة وحيصة، ومن شأنه إذا وقدت نار الحرب أن ينجو منجى الذباب ويُدبر وله حُصاص، فهو أسلح من حبارى وأشرد من نعام، وفيه يقول ابن مالك:
لولا ابن أوس نأى ما ضيم صاحبه * يوما ولا نابه وهن ولا حذرُ
وأدع للعميان النظر في شبه هذا ببيت زهير الأول.
ووالله غير حانث إني أقدر في نفسي أنني لو تتبعت ما في أبيات ابن مالك من تشابه الألفاظ والمعاني لكان ذلك كتابا وسطا.
واعلم أن الأستاذ فيصلا المنصور رأى شيئا كثيرا جدا من هذا لكنه اختصر في كتابه اختصارا شديدا، وترك التنبيه على أشياء كثيرة من هذا، ويدلك على ذلك أنه يورد الأبيات المتشابهات متواليات، ولكنه آثر الاختصار وترك للقارئ تأملها.
والله أعلم.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[09 - 05 - 2014, 01:51 ص]ـ
ينجو منجى الذباب
ينجو منجا الذباب.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[09 - 05 - 2014, 10:27 م]ـ
7 - قَهَرْنَاكُمُ حتَّى الكُمَاةَ، فأنتم تَهَابُونَنَا حتَّى بَنِينَا الأصَاغِرَا
نسبه الدكتور محمد عيد في النحو المصفى لأبي دؤاد الإيادي (612).
هذا البيت ليس لأبي دُوادٍ ولا لأحد من الجاهليين والمخضرمين والأمويين، بل إنه ليس شعرا، ولا يُعرف أحد من الشعراء المتقدمين والمتأخرين تكلم بمثل هذا، وإنما هو شيء وضع ليكون شاهدا على مسألة نحوية.
ولو كان الأستاذ محمد عيد -وفقه الله- رجلا في الزمان الأول لقلنا: وقف على شيء لم يبلغنا، أما والرجل في عصرنا فإننا لا نقبل ذلك حتى يرينا من أين أخذه، فإن الكتب التي بلغته قد انتهت إلينا كما انتهت إليه.
ولا أستبعد أن يكون توهمه من قصيدة أبي دُوادٍ التي يقول فيها:
ودار يقول لها الرائدون ويلُ امِّ دار الحُذاقي دارا
وهي قصيدة أصمعية مشهورة، وفيها بيت مشهور من شواهد النحويين، وهو قوله:
أَكُلَّ امرئ تحسبين امرأً * ونارٍ توقَّد بالليل نارا
وأما بيت ابن مالك فإني أحسبه لمح فيه قول مالك بن نويرة اليربوعي فارس ذي الخمار:
جزاني دوائي ذو الخمار وصنعتي * بما بات أطواء بنيَّ الأصاغرُ
وهو بيت مشهور لا يخفى على ابن مالك.
فانظر إلى تشابه اللفظين وتشابه موضعهما من البيت واتفاق البحر:
جزاني دوائي ذو الخِمار وصنعتي * بما بات أطواء بنيَّ الأصاغرُ
قَهَرْنَاكُمُ حتَّى الكُمَاةَ فأنتم * تَهَابُونَنَا حتَّى بَنِينَا الأصَاغِرَا
ومن ظن أن مثل هذا لا يعلق بذهن الشاعر والناظم حتى ينسرب على لسانه وهو لا يشعر فما دُفع يوما إلى مضايق الشعر كما قال البحتري.
وقد ذكرتُ نظائر لهذا في قوله:
لا سابغات ولا جأواء باسلة
وقوله:
أبناء يعصر لما اضطرها القدر
والله أعلم.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست