نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 865
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[30 - 07 - 2012, 07:02 م]ـ
(الدرس الواحد والخمسون)
المفعول معه
قد علمتَ أنَّ المفعول لأجله: اسم منصوب يذكر لبيان سبب وقوع الفعل، ومن المنصوبات المفعول معه.
والمفعول معه هو: اسم منصوب يذكر بعد واو بمعنى مع لبيان ما فعلَ الفعل بمصاحبته.
لاحظ معي هذه الأمثلة: (رجعَ زيدٌ وطلوعَ الفجرِ- حضرَ محمدٌ وغروبَ الشمسِ- سارَ عليٌ والرصيفَ) تجد الأسماء المنصوبة التالية: (طلوعَ الفجرِ- غروبَ الشمسِ- النهرَ) قد سبقت بواو بمعنى مع؛ لأن المعنى هو رجع زيدٌ مع طلوع الفجر، وحضر محمدٌ مع غروب الشمس، وسار عليٌ مع الرصيف أي بمصاحبته ومقارنته لم ينحرف عنه حتى وصل إلى مقصوده، فتلك الأسماء المنصوبة تدل على الشيء الذي فعل الفاعل الفعل بمصاحبته فزيد فعلَ الرجوع بمصاحبة طلوع الفجر، ومحمد فعل الحضور بمصاحبة الغروب، وعليٌ فعل السير بمصاحبة الرصيف، فتلك الأسماء المنصوبة تسمى بالمفعول معه.
نقول في إعراب المثال الأول: رجعَ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، الواو: واو المعية حرف مبني على الفتح، طلوعَ: مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والفجرِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.
مثال: قال الله تعالى: (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) وإعرابها: أجمعوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، أمرَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه، واليم حرف دال على الجمع الواو: حرف معية مبني على الفتح، شركاءَ: مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه، واليم حرف دال على الجمع، والمعنى أجمعوا أمركم مع شركائكم.
ثم اعلم أن الاسم الواقع بعد الواو على نوعين:
1 - ما يتعين نصبه على أنه مفعول معه، وذلك إذا لم يصح تشريك ما بعد الواو لما قبلها في الحكم مثل: رجعَ زيدٌ وطلوعَ الفجرِ، فهنا لا يصح أن تكون الواو للعطف لأنها تقتضي التشريك في الحكم فإذا قلتَ جاءَ زيدٌ وعمروٌ فالمعنى هو جاءَ زيدٌ، وجاءَ عمروٌ فزيد وعمروٌ اشتركا في الحكم هذا ما تقتضيه واو العطف، ولا يصح هذا المعنى في قولنا رجع زيدٌ وطلوع الفجر فلا يقال رجعَ طلوعُ الفجرِ، فهو لا يرجع وإنما المعنى رجعَ زيدٌ مع وقت طلوعه وكذا إذا قلتَ: سارَ زيدٌ والقمرَ فالمعنى أنه سار مع القمر لا أن القمر قد سار أيضا من مكانه، وكذا إذا قلتَ اذهبْ والشارعَ الجديدَ كي تصلَ لبيتِ سعيدٍ، فالمعنى هو اذهب أنت مع الشارع الجديد لا تحد عنه كي تصل لا أن المعنى اذهب أنت وليذهب الشارع أيضا فحيث لا يصح التشريك يتعين النصب على أنه مفعول معه.
2 - ما يجوز نصبه على أنه مفعول معه ويجوز عطفه على ما قبله، وذلك إذا صح الاشتراك في الحكم. مثل جاءَ زيدٌ وعمروٌ يجوز العطف ويجوز أن تقول جاءَ زيدٌ وعمراً، ولكن المعنى سيختلف فإذا رفعت كان المعنى هو أنه قد جاء زيد وجاء عمرو وقد يكون زيدٌ جاء أولا ثم جاء عمروٌ وقد يكون بالعكس وقد يكون مجيئهما معا فإذا نصبت قائلا جاء زيدٌ وعمراً كان المعنى هو جاء زيد وعمرو في نفس الوقت معا. ومثل سارَ الأميرُ والجيشُ أو والجيشَ فعلى الأول يكون الجيش معطوفا على الأمير، وعلى الثاني مفعولا معه. مثال: قال الله تعالى: (وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) وإعرابها: سَخَّر: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعل، ونا: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، معَ: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، وداودَ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف، الجبالَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، يُسَبِّحْنَ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل رفع، ونون النسوة: ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل، الواو: حرف معية مبني على الفتح، الطيرَ: مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، ويجوز أن نعربها: الواو: حرف عطف مبني على الفتح، الطيرَ: اسم معطوف على الجبال؛ لأنه يصح التشريك في الحكم فيصح أن يقال سخرنا الجبال مع داود وسخرنا الطير معه، فحينئذ يجوز الوجهان في الإعراب.
فلتخص أن المفعول معه هو: اسم منصوب يذكر بعد واو بمعنى مع لبيان ما فعلَ الفعل بمصاحبته، ويتعين كونه مفعولا معه بعد الواو إذا لم يصح التشريك في الحكم، ويجوز كونه معطوفا أو مفعولا معه إذا صح التشريك في الحكم.
(الأسئلة)
1 - في ضوء ما تقدم ما هو المفعول معه؟
2 - ما هي حالات الاسم الواقع بعد الواو؟
3 - مثل بمثال من عندك لكل حالة من حالات الاسم الواقع بعد الواو؟