responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 551
شرع يتكلم على مواضع إضمار أنْ فقال: (ومضمرةً جوازًا) لا وجوبا بحيث يصح ظهور أَنْ (بعدَ) حرف عاطف وهو: الواو، الفاء، ثم، أو، دون بقية حروف العطف لعدم السماع (مسبوقٍ) ذلك العاطف (باسمٍ خالصٍ) أي ليس فيه شبه الفعل وهو الاسم الجامد كالمصدر والأعلام وأسماء الذوات مثل ضربٍ، زيدٍ، رجلٍ (نحوُ: ولبسُ عَبَاءَةٍ وتقرَّ عَيْنِي) هذا شطر بيت لامرأة اسمها ميسونُ بنتُ بَحْدَلٍ وهي زوجة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، أم يزيد، كانت امرأة من أهل البادية فتزوجها معاوية ونقلها إلى الحاضرة فكانت تشتاق إلى أهلها وباديتها، فقالت: ولُبسُ عباءةٍ وتقرَّ عينِي ... أحبُّ إليَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ، أي أن ألبس عباءة من صوف غليظ وتقر عيني بذلك أحبّ إلي من لبس الشفوف أي الملابس الرقيقة الناعمة، والشاهد فيه: أن الفعل المضارع تقرَّ وقع بعد حرف عاطف هو الواو مسبوق ذلك الحرف باسم خالص وهو لبسُ وهو مصدر، فينصب المضارع بأن مضمرة جوازا، وأن المضمرة وما دخلت عليه في تأويل مصدر معطوف على الاسم الخالص والتقدير: ولبسُ عباءةٍ وقرةُ عيني أحبُ إليَّ (وبعدَ اللامِ) هذا هو الموضع الثاني من مواضع إضمار أن وهو أن يقع المضارع بعد اللام الجارة (نحوُ: لِتُبَيِّنَ للنَّاسِ) قال تعالى: (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) لتبين: اللام حرف جر للتعليل: تبينَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، ولكن جواز إظهار أنْ مشروط بأن لا يكون المضارع مقرونا بـ لا فإنه حينئذ يجب إظهار أَنْ، مثل: سأزورُكَ اليومَ لأْن لا تغضبَ، فاللام هي لام التعليل وأنْ حرف نصب ولا حرف نفي مهمل وتغضبَ مضارع منصوب بأنْ الظاهرة. فهنا يجب إظهار أن ولا يجوز أن تقول سأزوركَ اليومَ للا تغضبَ، (إلا في نحوِ: لِئَلَّا يَعْلَمَ) قال تعالى: (لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) فهنا المضارع يعلم منصوب بأن ظاهرة وجوبا لاقتران لام التعليل بلا فقوله تعالى (لئلَّا) أصله: لأنْ لا، فأدغمت النون في اللام أي لأَنْ لا يعلمَ أهلُ الكتابِ، ولا هنا زائدة للتوكيد أي يصح المعنى مع سقوطها والمقصود هو ليعلم أهل الكتاب (لِئَلَّا يَكُونَ للنَّاسِ) قال تعالى: (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) أي لأن لا يكونَ للناسِ، وهنا لا نافية. (فتَظْهرُ لا غيرُ) فمتى وقعت لا بين اللام والمضارع وجب ظهور أنْ سواء أكانت لا نافية أو زائدة، (و) إلا في (نحوِ: ومَا كانَ اللهُ لِيُعَذِبَهُم، فَتُضْمَرُ لا غيرُ) هذه هي لام الجحود التي تقع بعد ما كان أو لم يكن كقوله تعالى: (وما كانَ اللهُ ليعذبَهم) أي وما كان اللهُ مريدًا لتعذيبهم، وهنا يجب إضمار أن ولا يصح ظهورها. فتلخص: أنَّ أنْ يجوز إضمارها بعد لام الجر إلا إذا جاء بعدها لا فتظهر أَنْ وجوبا، أو كانت اللام للجحود فتضمر وجوبا (كإضمارِها بعدَ حتى) أي كإضمار أنْ بعد حتى الجارة فكما أن إضمار أن بعد لام الجحود واجب فكذلك إضمارها بعد حتى، وكذا ما سيذكره من بقية المواضع يكون الإضمار فيه واجبا (إذا كانَ) الفعل المضارع بعد حتى (مستقبلًا) أي يراد به الاستقبال لا الحال مثل قولك: سأجتهدُ في الدرسِ حتى أبلغَ غايتي، أي كي أبلغ غايتي فبلوغ الغاية مستقبل لم يتحقق أثناء نطقك بهذه الجملة فينصب الفعل أبلغ بأن مضمرة وجوبا بخلاف إذا أريد بالمضارع الحال مثل قولك: سرتُ حتى أدخلُ المدينة إذا قلتها حال دخولك فيرفع (نحوُ: حتى يرجِعَ إلينا مُوسى) أي أنهم سيبقون على عبادة العجل إلى أن يرجع إليهم موسى، فالرجوع مستقبل فلذا نصبَ (وبعدَ أوْ التي بمعنى إلى، نحو: لأسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أوْ أُدْرِكَ المنى) تضمر أن وجوبا بعد حرف العطف أو إذا كان بمعنى إلى أو إلا مثال الأول قول الشاعر: لأسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أوْ أُدْرِكَ المنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلا لصابرِ، والشاهد فيه: نصب المضارع أدرك بأن مضمرة وجوبا بعد أوْ وهي هنا بمعنى إلى أي إلى أن أدرك المنى. (أو التي بمعنى إلَّا نحو: وكنتُ إذا غَمَزْتُ قَنَاةَ قومٍ ... كسرتُ
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 551
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست