responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 550
مثال النصب بالواو قول الشاعر: لا تنهَ عن خلقٍ وتأتيَ مثلَهُ ... عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ.
فالمضارع تأتي قد نصب بعد الواو الدالة على المعية والمعنى: لا تنه عن خلق مع إتيانك مثله، فإنك إذا فعلت لحقك عار عظيم. واعلم أن إضمار أن بعد فاء السببية وواو المعية واجب فلا يصح إظهارهما.

سادسًا: بعد عاطف مسبوق باسم خالص.
أي أن يقع الفعل المضارع بعد حرف عطف مسبوق باسم جامد كالمصدر.
لأن الاسم نوعان: اسم جامد مثل رجُلٍ وضَرْبٍ، واسم مشتق وهو شبيه بالفعل من جهة دلالته على حدث وذات مثل اسم الفاعل كاتب واسم المفعول مكتوب، فالاسم الجامد هو اسم خالص، والاسم المشتق هو اسم غير خالص.
فإذا عطف الفعل المضارع على اسم جامد نصب، وإذا عطف على اسم مشتق رفع.
مثل: (لولا زيدٌ ويحسنَ إليكَ لهلكتَ) فهنا الفعل المضارع يحسن معطوف بالواو على زيد وهو اسم خالص لأنه علم، فنصب المضارع يحسن بأن مضمرة، وهي تؤول المضارع بمصدر ليعطف الاسم على الاسم والتقدير لولا زيدٌ وإحسانه إليك، وإضمار أَنْ هنا جائز فيصح أن تقول لولا زيدٌ وأنْ يحسنَ إليَّ لهلكتَ.
ومثل: (العلمُ ثمَّ تعملَ بهِ أساسُ الدينِ) فهنا الفعل المضارع تعمل منصوب لأنه قد عطف بـ ثم على العلمِ وهو اسم خالص لأنه مصدر، والتأويل: العلم ثم العمل به أساس الدينِ.
ومثل: التاركُ للجماعةِ ويستهينُ بالدينِ هو المنافقُ، فهنا الفعل المضارع يستهين عطف بالواو على اسم غير خالص وهو التارك وهو اسم فاعل فلذا رفع المضارع، والمعنى هو: الذي يترك الجماعة ويستهين بالدين هو المنافق.

مسألة

إذا قيل: (لا تأكلْ سمكًا وتشرب لبنًا).
فهنا ثلاثة احتمالات جائزة في الفعل (تشرب) تختار منها ما يلائم المعنى الذي تقصده:
أولا: النصب (لا تأكلْ سمكًا وتشربَ لبنًا).
والمعنى هو النهي عن الجمع بين الأمرين معًا، وتكون الواو للمعية والمضارع منصوب بأن مضمرة، أي لا تأكل سمكا مع شرب اللبن، فلا بأسَ أن تأكل سمكا لكن إذا أكلته لا تشرب لبنًا، ولا بأس أن تشرب لبنًا لكن إذا شربته لا تأكل سمكًا.
ثانيا: الجزم (لا تأكلْ سمكًا وتشربْ لبنًا).
والمعنى هو النهي عن كل واحد منهما مجتمعا ومنفردًا، أي لا تفعل هذا ولا هذا، لأن الفعل تشرب معطوف على الفعل تأكل المجزوم بلا الناهية فيتسلط النهي عليه أيضًا. ثالثا: الرفع (لا تأكلْ سمكًا، وتشربُ لبنًا).
والمعنى هو النهي عن الأول فقط، ويكون الفعل المضارع تشرب مرفوع والواو تدل على الاستئناف أي تكون الجملة بعد الواو غير معطوفة على ما قبلها بل يبتدئ بها بحكم جديد أي لا تأكلْ سمكًا، ولكَ أن تشربَ لبنًا. وليست هذه الوجوه خاصة بهذه الجملة بل هي مثال يصدق على غيره.
مثل: لا تأكلْ وتضحك، فإن نصبت (تضحك)، كان المعنى النهي عن الجمع بين الأكل والضحك لما قد يسبب له من اختناق، وأن جزمت كان المعنى النهي عن كل واحد منهما أي لا تأكل، ولا تضحك، فمتى فعل المخاطب واحدًا من الأمرين فقد وقع في النهي، وإن رفعت كان المعنى النهي عن الأكل فقط، وإباحة الضحك أي ولك أن تضحك.

(شرح النص)

ومضمرةً جوازًا بعدَ عاطِفٍ مسبوقٍ باسمٍ خالصٍ نحوُ: ولبسُ عَبَاءَةٍ وتقرَّ عَيْنِي، وبعدَ اللامِ نحوُ: (لِتُبَيِّنَ للنَّاسِ)، إلا في نحوِ: (لِئَلَّا يَعْلَمَ)، (لِئَلَّا يَكُونَ للنَّاسِ)، فتَظْهرُ لا غيرُ، ونحوِ: (ومَا كانَ اللهُ لِيُعَذِبَهُم)، فَتُضْمَرُ لا غيرُ، كإضمارِها بعدَ حتى إذا كانَ مستقبلًا، نحوُ: (حتى يرجِعَ إلينا مُوسى)، وبعدَ أوْ التي بمعنى إلى، نحو: لأسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أوْ أُدْرِكَ المنى، أو التي بمعنى إلَّا نحو: وكنتُ إذا غَمَزْتُ قَنَاةَ قومٍ ... كسرتُ كُعُوبَها أو تَسْتَقِيما، وبعدَ فاءِ السبَبِيَّةِ، أو واوِ المعيَّةِ مسبوقتينِ بنفيٍ محضٍ أو طلبٍ بالفعل نحوُ: (لا يُقْضَى عليهِمْ فَيَمُوتُوا)، (ويَعْلَمَ الصَّابرينَ)، (ولا تطغَوْا فيه فَيَحِلَّ)، ولا تأكُلِ السمكَ وتشربَ اللبنَ.
......................... ......................... ......................... ......................... ....................

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 550
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست