responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 549
كقولك لشخص: سأبقى هنا حتى تطلعَ الشمسُ، أي إلى أنْ تطلع الشمس، فطلوع الشمس غاية لبقائك، وليس ناشئا من بقائك لأن الشمس تطلع سواء بقيتَ أم لم تبقَ، بخلاف المثال السابق فإن دخول الجنة ناشئ من الإسلام.
وإضمار أنْ بعد حتى واجب؛ فلا يصح أن تقول: أسلمْ حتى أنْ تدخلَ الجنةَ، أو سأبقى هنا حتى أَنْ تطلعَ الشمسُ.
وشرط نصب المضارع بعد حتى أن يكون دالا على الاستقبال لا الحال كما في المثالين السالفين فإن المتكلم حين ينطق بقوله أسلم حتى تدخل الجنة، لم يكن قد تحقق دخول الجنة بعد بل هو أمر مستقبل، وحين يقول: سأبقى هنا حتى تطلع الشمس لم تكن حينها الشمس قد طلعت، فزمن النطق بالكلام متقدم على تحقق المضارعين (تدخل- تطلع) فيجب نصبهما.
وأما إذا كان يراد بالمضارع الذي يلي حتى الحال بأن كان زمن النطق بالكلام هو زمن تحقق الفعل فحينئذ يرفع المضارع.
مثل: سرتُ حتى أدخلُ المدينةَ، إذا قلتَ ذلك وأنت في حالة الدخول، فيكون زمن نطقك بالكلام هو نفسه زمن تحقق الدخول أي تحقق المضارع الذي يلي حتى، فحينئذ نرفع المضارع بعد حتى.
ومثل: تتذوق الأمُ الطعامَ الآن حتى تعرفُ مِلحهُ، فأنت في وقت نطقك بالجملة، كانت الأم تتذوق الطعام وتعرف ملحه أي أن زمن تحقق الفعل المضارع تعرف هو نفسه زمن النطق بالجملة، فحينئذ نرفع المضارع بعد حتى.
فخلاصة المسألة أنه: إذا كان الفعل مستقبلًا بعدَ حتى نصبتَ، وإذا كان حالًا رفعتَ. فقولك: أسيرُ حتى أدخل البصرة، إذا لم يحصل الدخول بعدُ نصبتَ (أدخل) وإذا كان قد حصل الدخول رفعت (أدخل).
مثال النصب قول الله تعالى: (قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى)، فرجوع موسى مستقبل لقولهم لن نبرح عليه عاكفين .. ، فوجب نصب المضارع، حتى: حرف جر مبني على السكون، يرجعَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والفاعل مستتر تقديره هو، وأن المضمرة والفعل بعدها بتأويل مصدر مجرور بحتى والتأويل حتى رجوعِ موسى.

ثالثا: بعد أو العاطفة التي بمعنى إلى أو إلا.
فالأول مثل: لأَلزَمَنَّكَ أَوْ تَقْضِيَنِي حَقِّي، أي إلى أنْ تقضيَني حقي.
والثاني مثل: لأَقْتُلَنَّكَ أَوْ تستسْلِمَ، أي إلا أنْ تستلمَ، فلا أقتلنك.
وإضمار أنْ هنا واجب فلا يصح أن تقول: أو أنْ تقضيَني حقي، أو أنْ تستسلمَ.

رابعا: بعد فاءِ السببيَّةِ.
وهي: التي تفيد أن ما قبلها سبب لما بعدها. مثل: اجتهدْ فتنجحَ، فالفاء هنا للسببية لأن الاجتهاد سبب للنجاح.
ويشترط لنصب المضارع بعد الفاء أن يسبق الفاء نفي محضٌ، أو طلب بالفعل.
مثال النفي: لمْ يدخلْ زيدٌ المدرسةَ فيتعلمَ القراءةَ، أي هو لم يحصل منه الدخول للمدرسة فكيف يتعلم القراءة!، فالتعلم منتف لانتفاء الدخول.
ولا بد أن يكون النفي خالصا أي لا يعقبه إثبات كمن يقول: لم يكتسب زيدٌ إلا المالَ الحرامَ فينفقُه في المعاصي، فهنا الفعل المضارع ينفق يجب رفعه وإن كان بعد الفاء لأن النفي قد انتقض بالإثبات أي صار مضمون الكلام يكتسب زيدٌ المال الحرام فينفقه في الحرام. وأما الطلب فهو يشمل ما يلي:
1 - الأمر مثل: توكلْ على اللهِ فتفلِحَ.
2 - النهي مثل: لا تُهملْ فتندمَ.
3 - التمني مثل: ليتني كنتُ مع الصادقينَ فأفوزَ.
4 - الترجي مثل: لعلِّي أنالُ مقصدي فأستريحَ.
5 - الدعاء مثل: اللهم ارزقني مالًا فأتصدَّقَ على الفقراءِ.
6 - الاستفهامُ مثل: هلْ تعرفُ حاجتي فتقضيَها.
7 - التحضيض مثل: هَلَّا تعملُ خيرًا فتربحَ.
8 - العَرْض مثل: ألا تزورُنا فتحدِّثَنا.
والفرق بين التحضيض والعَرْض هو أنَّ الأول طلب بشدَّة ويستعمل له (هَلَّا)، والثاني طلب برفق ويستعمل له (أَلَا).
ففي كل تلك الأمثلة نجد المضارع مسبوقا بالفاء وقبلها طلب بأسلوب من الأساليب الثمانية فينتصب المضارع.

خامسا: بعد واو المعية.
وهي: التي تفيد التشريك بين الفعلين، مثل: اجتهدْ وتنجحَ، فالواو هنا تفيد التشريك بين الاجتهاد والنجاح.
ويشترط لنصب المضارع بعدها نفس الشروط المذكورة في النصب بفاء السببية، أي أن تسبق بنفي محض أو طلب.
وكل مثال سبق تستطيع أن تجعل بدل الفاء فيه واوا، ويكون الفرق هو إذا كان المقصود هو السببية بين الفعلين استعملنا الفاء وإذا كان المقصود هو التشريك استعملنا الواو.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 549
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست