responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 503
الدرس الثاني عشر من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[16 - 07 - 2013, 04:54 م]ـ
الدرس الثاني عشر

ثانيا: العلم

العَلَمُ: اسمٌ يُعَيِّنُ مُسَمَّاهُ بلا قيدٍ. وهذا كلام يحتاج إلى توضيح فنقول:
لفظ زيد يدل على شخص معين، فاللفظ المتكون من (ز- ي- د) يسمى اسما، ونفس الشخص الموجود هو المسمَّى.
والغرض من وضع الأعلام هو: (تمييز فرد من أفراد الجنس بلفظ خاص يدل عليه) فمثلا أفراد الرجال كثيرون فلكي نميز بينهم أثناء التخاطب نحتاج إلى التسمية بزيد أو عمرو أو بكر، وكذلك الحال في البلدات والمدن هي بقع من الأرض فلكي نميز بينها نقول: مكة - بغداد - بصرة وهكذا، وكذا الجبال عديدة فلكي نميز بينها نقول عرفات أو أُحُد ونحوهما.
فالأعلام هي التي تعين وتميز مسمياتها أي معانيها وأفرادها، بخلاف النكرات فهي تدل على فرد غير معين من الجنس كرجل، وبلدة، وجبل.
ولكن بقية المعارف كالضمير واسم الإشارة تدل على مسمى معين أيضا فإذا قلت هذا رجلٌ عالمٌ تعين شخص واحد فبم يتميز العلم عنها؟
والجواب هو: أن العلم يدل على معين بلا قيد أي أن اللفظ بنفسه قد وضع لهذا الشخص فمتى ذكر لفظ زيد دل مباشرة على شخص معين، بخلاف بقية المعارف فلا تدل على معين بنفس اللفظ بل بواسطة قرينة تضم إليه.
فالضمير لا يدل على شخص واحد إلا بواسطة التكلم أو الخطاب أو الغيبة فقولك: (أنا) هذا لفظ صالح لكل متكلم لا يختص بواحد ولكن حينما تتكلم وتقول أنا يحصل التشخص ويعرف أن المراد هو عين المتحدث، وكذلك (أنت) هذا لفظ صالح لكل مخاطب ولكن بواسطة الخطاب وتوجيه الحديث لشخص ما يحصل التشخص، وكذلك (هو) لفظ صالح لكل غائب ولكن بواسطة ذكر مرجع الضمير عرف المقصود فإذا قلت جاءَ زيدٌ وهو راكبٌ دل هو على زيد لتقدم ذكره.
واسم الإشارة يدل على معين بواسطة الإشارة كأن تشير بيدك وتقول هذا كتابٌ، وإلا فلفظ (هذا) لوحده لفظ صالح لكل مشار إليه وإنما يتعين شيء واحد بواسطة الإشارة لا بلفظ هذا فقط.
واسم الموصول يدل على معين بواسطة الصلة التي تذكر بعده مثل: جاءَ الذي هزمَ الأعداءَ، فدلت جملة الصلة أعني هزم الأعداء على شخص معروف بهذا الوصف.
والمحلى بأل يدل على معين بواسطة أل فرجل لوحده لا يدل على معين فإذا قلت الرجل دل على معين.
والمضاف إلى معرفة مثل: كتاب زيدٍ اكتسب التعريف بواسطة لفظة زيد أي بواسطة إضافته إلى كلمة بعده تدل على معين. فاتضح أن العلم هو الوحيد من بين المعارف الذي يدل على مسماه بلا قيد فتحصل فيه الدلالة والتعيين بنفس لفظ العلم من غير ضميمة تضم إليه.

العلم الشخصي والعلم الجنسي

العلم نوعان: شخصي، وجنسي.
فالعلم الشخصي هو الذي سبق مثل زيد، ومكة، ودجلة، وعرفات.
والعلم الجنسي هو من حيث المعنى نكرة ومن حيث اللفظ معرفة.
بمعنى هنالك بعض الألفاظ معانيها كالنكرة تدل على فرد غير معين ولكن مع ذلك فإن العرب عاملوها معاملة المعارف.
مثل: أسامة فهو اسم للأسد ولا يخص به واحد معين بل يطلق على كل أسد فالمفروض أن يعامل معاملة أسد ولكنهم عاملوه معاملة زيد وعمرو لأن المعارف لها خصائص ليست للنكرات.
فمن خصائص المعارف أنها لا تدخل عليها أل فلا يقال: الزيد والعمرو، بخلاف النكرات.
وهنا نجد العرب منعوا دخول أل على (أسامة) فلا يقال جاءَ الأسامة بل جاءَ أسامةُ.
ومن خصائص المعارف صحة مجيء الحال منها، تقول جاءَ زيدٌ مسرعًا، فزيد صاحب الحال ومسرعا حال، وصاحب الحال لا يكون إلا معرفة وقد قالوا: هذا أسامةُ مقبلا فأجازوا مجيء الحال منه بينما لا يقال هذا أسدٌ مقبلًا.
فاتضح أن أسامة من حيث المعنى كأسد ومن حيث الخصائص اللفظية كزيد.
ومثل: ذؤالة للذئب وثعالة للثعلب.
فأسد نكرة، وأسامة علم جنسي، وثعلب نكرة، وثُعَالَة علم جنسي، وذئب نكرة وذُؤَالَة علم جنسي.
وسميت أعلاما جنسية لأنها علم للجنس بأسره لا لفرد معين منه كما هو الحال في العلم الشخصي. وليست كل الأجناس لها اسمان أحدهما نكرة والآخر علم جنس بل هذه ألفاظ نحفظها كما سمعناها عن العرب ولا نشتق مثلها لبقية الحيوانات أو غيرها أي يقتصر فيها على السماع.

العلم المفرد والمركب

ينقسم العلم إلى مفرد ومركب:
فالمفرد مثل زيد وعمرو.
والمركب إما إضافي، أو مزجي، أو إسنادي.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 503
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست