responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 414
الدرس الثامن والعشرون من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[19 - 10 - 2013, 06:30 م]ـ
الدرس الثامن والعشرون

المفعول له

المفعول له: المصدرُ الذي يذكرُ علةً لحدثٍ شارَكهُ وقتًا وفاعلًا. ويسمى بالمفعول لأجله أيضا.
مثل: قمتُ إجلالًا لكَ، فإجلالًا: مفعول له منصوب؛ لأنه مصدر للفعل أَجَلَّ أي عَظَّمَ، وقد ذكر في الجملة بيانا لسبب الحدث وهو القيام، فيقال لم قمتَ؟ فيجاب: إجلالًا، وقد اشترك المصدر (الإجلال) والحدث (القيام) في زمن واحد؛ لأنه في حال القيام كان الإجلالُ متحققا، وقد اشترك المصدر (الإجلال) والحدث (القيام) في فاعل واحد؛ لأن فاعل القيام هو نفسه صاحب الإجلال.
فاتضح أن المفعول له: مصدر، يدلُ على التعليل، ويتحد مع عامله في الوقت، والفاعل.
فإن لم يكن مصدرا أو لم يتحد مع عامله في الوقت والفاعل، وجبَ جرُّهُ بحرف يفيد التعليل مثل: اللام أو مِن أو الباء، ولا يسمى حينئذ مفعولا له.
مثال ما فقد المصدرية قولكَ: قد أعددتُ هذا الطعامَ لكَ، فالمخاطب في (لكَ) هو علة الحدث وهو إعداد الطعام ولكن لم ينصب؛ لأن ضمير الكاف ليس مصدرا فلذا جر باللام.
ومثال ما فقد فيه الاتحاد في الوقت قولكَ: أكرمتُ زيدًا اليومَ لإعانتِه لي أمسِ، فالإعانة مصدر ذكر لبيان سبب الحدث ولكنه لم يتحد مع الحدث الذي هو الإكرام في زمن واحد؛ لأن الإكرام وقع اليوم، والإعانة وقعت أمسِ، فلذا جر باللام.
ومثال ما فقد فيه الاتحاد في الفاعل قولكَ: عاقبتُ اللصَ بذنبِهِ، فذنب اللص هو سبب معاقبتكَ له ولكن لم يتحد الفاعل فإن فاعل المعاقبة هو المتكلم، وفاعل الذنب هو اللص فلذا جر بباء السببية.
ثم إن المفعول لأجله ثلاثة أقسام:
1 - أن يكون مجردا من أل والإضافة، فهذا يجوز جره ويجوز نصبه والنصب أفضل، تقول: قمتُ إجلالًا لك، ويجوز أن تقول: قمتُ لإجلالِكَ.
2 - أن يكون محلى بأل، فهذا يجوز جره ونصبه أيضا ولكن الجر أفضل، تقول: ضربت ابني للتأديبِ، أو تأديبا له.
3 - أن يكون مضافا، فهذا يستوي جره ونصبه، تقول: ابتعدتُ عن النارِ خوفَ الحرقِ، أو لخوف الحرقِ.

المفعول فيه

المفعول فيه: اسم زمان أو مكان تسلَّط عليه عامل ينصبه على معنى في الظرفية. ويسمى بالظرف.
مثل: سافرتُ يومَ الخميسِ، فيومَ: مفعول فيه منصوب أو إن شئت قل: ظرف زمان منصوب؛ لأنه اسم دال على الزمان وقد تسلط عليه عامل نصبه وهو سافرَ، وتسلط هذا العامل عليه إنما هو على معنى في الدالة على الظرف لأن المعنى سافرتُ في يومِ الخميسِ أي أن حدث السفر قد وقع في هذا اليوم.
ومثل: جلستُ أمامَ الحديقةِ، فأمامَ: ظرف مكان منصوب؛ لأنه اسم دال على مكان وقد نصبه عامل دال على الحدث الواقع في ذلك المكان أي أن الجلوس قد وقع في هذه الجهة.
وخرج بقولنا: (على معنى في الظرفية) نحو: تذكرت يومًا سعيدًا، فهنا يوم لم ينصب على معنى في لأنه ليس المقصود أنك تذكرت حدثا وقع في هذا اليوم بل اليوم ذاته ولهذا نصب على أنه مفعول به لا فيه.
ثم إن جميع أسماء الزمان تقبل النصب على الظرفية يستوي في ذلك المختص نحو صمتُ يومَ الخميسِ، والمعدود نحو صمتُ أسبوعًا، والمبهم نحو قضيتُ في البصرةِ وقتًا.
والمختص: ما يسأل عنه بـ متى، والمعدود ما يسأل عنه بـ كم، والمبهم ما لا يسأل عنه بذلك.
أما أسماء المكان فلا ينصب منها إلا ما كان مبهما وهو ما لا يختص بمكان بعينه، وأما المعين وهو ما دل على مكان بعينه فيجر بفي ولا ينصب فلا تقل: جلستُ البيتَ، ولا صليتُ المسجدَ.
والمبهم من أسماء المكان ثلاثة أقسام هي:
1 - أسماء الجهات الست: الفوق، والتحت، واليمين، والشمال، والأمام، والخلف، نحو وقفتُ أمامَ البيتِ، وصليتَ خلفَ المقامِ.
2 - أسماء مقادير المساحات، كالفرسخ، والميل، تقول: سرتُ فرسخًا أو ميلًا.
3 - ما صيغَ من مصدر الفعل الذي عمل النصب في الظرف على وزن (مَفْعَل)، مثل: جلستُ مَجْلِسَ زيدٍ، وفي القرآن الكريم: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ) فمقاعدَ: ظرف مكان منصوب بالفتحة.
ولا يصح أن يقال: قعدتُ مَجْلِسَ زيدٍ، لاختلاف اللفظ، وإنما يجب جره بفي فيقال: قعدتُ في مَجْلِسِ زيدٍ.

المفعول معه

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست