نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 415
المفعول معه: اسم فضلة منصوب واقع بعد واو أريد بها التنصيص على المعية، مسبوقة بفعل أو اسم فيه حروفه ومعناه.
مثل: سارَ زيدٌ والشارعَ، فالشارع: مفعول معه منصوب، لأنه اسم فضلة أي ليس عمدة، قد وقع بعد واو تدل على معنى مع لأن المعنى هو سرتُ مع الشارع أي مصاحبا له لا أن الشارع نفسه قد سار، وقد سبقت الواو بفعل وهو سارَ.
ومثل: زيدٌ سائرٌ والشارعَ، فالشارعَ مفعول معه لأنه اسم فضلة وقع واو تدل على معنى مع، وقد سبقت باسم يدل على معنى الفعل واشتمل على حروفه لأن سائرا بمعنى يسير وفيه نفس الحروف.
فليس من المفعول معه ما يلي:
1 - لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللبنَ؛ لأن واو المعية دخلت على فعل هو تشرب وليس اسما.
2 - جاءَ زيدٌ والمطرُ نازلٌ؛ فإنه وإن كان المعنى: جاءَ زيدٌ معَ نزولِ المطرِ، إلا أن ما بعد الواو جملة وليس اسما مفردا.
3 - اشترك زيدٌ وخالدٌ؛ لأن الفعل اشترك يقتضي أن يكون فاعله متعددا، فهو عمدة لا فضلة.
حكم الاسم الواقع بعد الواو المسبوقة بفعل أو ما في معنى الفعل
أولا: وجوب النصب على أنه مفعول معه: وذلك إذا كان العطف ممتنعا لمانع معنوي أو لفظي.
مثال الأول: سارَ زيدٌ والشارعَ؛ إذ لو جعلت الواو عاطفة وقلت: سارَ زيدٌ والشارعُ؛ لاقتضى أن الشارع يمشي وهو باطل.
ومثال الثاني: قمتُ وزيدًا؛ إذ لو جعلت الواو عاطفة وقلت: قمتُ وزيدٌ؛ لأدى إلى إشكال لفظي وهو جواز العطف على الضمير المرفوع المتصل بدون توكيده بضمير منفصل، وهو لا يجوز والصحيح أن تقول إذا أردت العطف: قمتُ أنا وزيدٌ.
ثانيا: وجوب العطف: وذلك إذا كان يمتنع أن يكون الاسم مفعولا معه.
مثل: اشتركَ زيدٌ وعمرٌو، فهنا الواو عاطفة لأن فعل الاشتراك لا يتأتى إلا من اثنين فأكثر فعمرو ليس فضلة.
ومثل: جاءَ زيدٌ وعمرُو قبلَهُ أو بعدَهُ، فهنا الواو عاطفة لوجود كلمة قبله أو بعدَهُ التي تمنع وجود المصاحبة.
ثالثا: ترجيح المفعول معه على العطف: وذلك إذا أوهمَ العطفُ معنى لا يريده المتكلم.
مثل: كُنْ أنتَ وزيدًا كالأخِ، فأنت هنا تريد أن تأمر مخاطبكَ أن يكون مع زيد كالأخ، ولو عطفتَ وقلتَ: كُنْ أنتَ وزيدٌ كالأخِ، لاقتضى هذا - بحكم العطف- أنك توجه أمركَ للمخاطب، وتوجه أمركَ أيضا لزيد، فكأنكَ قلتَ: كُنْ أنتَ، وكنْ يا زيدُ كالأخ، مع أن هذا ليس مراد المتكلم لأنه يوجه أمره للمخاطب أن يصير مع زيد كالأخ.
فلما وجد هذا العيب وهو إيهام خلاف المقصود ترجح النصب على أنه مفعول معه.
رابعًا: ترجيح العطف: وذلك إذا أمكن العطف من غير ضعف.
مثل: جاءَ زيدٌ وعمرٌو، وذلك لأن العطف هو الأصل، ولا يوجد ما يوجب الخروج عن هذا الأصل أو يرجحه فنستصحب الأصل، ولو قلتَ: جاءَ زيدٌ وعمرًا، أي مع عمرو جازَ.
(شرح النص)