نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 416
قد تقدم أن المفاعيل خمسة مضى منها المفعول به والمفعول المطلق، وبقيت ثلاثة هي المفعول له، والمفعول فيه، والمفعول معه وفي بيانها قال المصنف: (وَالمفعولُ لهُ وهوَ: المَصدرُ المُعَلِّلُ) أي الذي يذكر لبيان العلة (لِحَدَثٍ شارَكَهُ) أي شارك المصدر الحدث (وقتًا وفاعلًا) بأن يتصاحب حدوثهما في وقت واحد من فاعل واحد (كـ قمتُ إجلالًا لكَ) فإجلالًا مفعول له لأنه مصدر معلل لحدث وهو القيام، وقد اشتركا في زمن واحد، وفاعل واحد وهو المتكلم (فإنَ فَقَدَ المُعَلِّلُ) لحدث عامله (شرطًا) مما شمله تعريف المفعول له (جُرَّ) وجوبا (بحرف) يفيد (التعليلِ) أي السبب كاللام والباء ومِن وفي (نحوُ) قوله تعالى: هو الذي (خَلَقَ لَكُمْ) ما في الأرضِ جميعا، فالكاف هنا معللة لحدث وهو الخلق لكنها ليست مصدرا فلذا جرت الكاف باللام محلا، وهذا مثال ما فقد المصدرية، ومثل قول الشاعر: (وَإِنِّي لَتَعْرُونِي لِذِكْرَاكِ هِزَّةٌ) ... كَمَا انْتَفضَ العُصْفُورُ بَلَّلَهُ القَطْرُ، تعروني: تصيبني، هِزة: حركة ورعشة، القطر: المطر، والمعنى يقول الشاعر إني لتصيبني بسبب تذكرك وخطوركِ في بالي رعشة كالتي تصيب العصفور حينما يصيبه المطر فينفض نفسه، والشاهد فيه: قوله: لِذكراكِ، فإن الذكرى مصدر مجرور باللام الدالة على التعليل فإن التذكر علة لعَرْوِ الهِزَّة، ووقت التذكر هو وقت عرو الهزة، وإنما جر باللام ولم ينصب على أنه مفعول له لاختلاف الفاعل؛ لأن فاعل العرو هو الهزة، وفاعل الذكرى هو المتكلم لأن المعنى لذكري إياكِ فتبين أن للحدث (العرو) فاعل وللمصدر (الذكرى) فاعل آخر، وهذا مثال ما فقد فيه اتحاد الفاعل ومثل قول الشاعر امرئ القيس: (فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيابَهَا) ... لَدَى السِّتْرِ إلّا لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ، نَضَّتْ: خلعت، لدى: أي عند، لبسة المتفضل: هي ثياب رقيقة تلبسها المرأة تحت الثياب، والمتفضل يريد به الذي يبقى في ثوب واحد، والمعنى يقول: جئتُ هذه المرأة وقد استعدت للنوم بأن خلعت الثياب الغليظة واقتصرت على ذلك الثوب الرقيق.
والشاهد فيه: قوله: لنومٍ، فإنه مصدر مجرور باللام الدالة على التعليل، وهو علة لخلع الثياب، وفاعل الخلع والنوم واحد، لكن زمانهما غير واحد لأنها تخلع ثيابها قبل النوم، وهذا مثال ما فقد فيه الاتحاد في الزمن.
ثم انتقل لبيان المفعول فيه فقال: (وَالمفعولُ فيهِ وهوَ: مَا سُلِّطَ عليهِ عامِلٌ على معنى فِي) الظرفية فإن لم يتضمن معنى في لم يكن مفعولا فيه نحو: أخافُ يومَ القيامة، فيوم منصوب على أنه مفعول به لأن المراد هو خوف هذا اليوم ذاته (مِن اسمِ زمانٍ كـ صمتُ يومَ الخميسِ، أَو حينًا، أَوْ أُسْبوعًا) الأول ظرف زمان مختص لأنه يقع جوابا لـ متى تقول متى صمت؟ فتقول: يومَ الخميسِ، والثاني لظرف زمان مبهم لأنه لا يقع جوابا لـ متى أو كم، والثالث لظرف زمان معدود لأنه يقع جوابا لـ كم تقول: كم صمتَ؟ فتقول: أسبوعًا، فجميع أسماء الزمان تقبل النصب على الظرفية بأنواعها الثلاثة (أو اسمِ مكانٍ مبهمٍ) بخلاف اسم المكان المختص فلا يقع ظرفا فلا يصح: جلستُ البيتَ (وهوَ) أي اسم المكان المبهم (الجهاتُ السِّتُّ، كالأَمامِ وَالفوقِ واليمينِ، وعكسِهِنَّ) الخلف والتحت والشمال (ونحوُهُنَّ) أي نحو الجهات الست في الإبهامِ والاحتياج إلى ما يبين معناها (كـ عندَ ولدى) ومعَ وناحية ومكان تقول: جلستُ ناحيةَ المسجدِ، فناحيةَ: ظرف مكان منصوب بالفتحة وهو مضاف والمسجد مضاف إليه (والمقاديرِ) أي الدالة على مسافة معلومة (كـ الفرسخِ) والميل، والميل= 1848م، والفرسخ= 3 أميال أي 5540 م (وما صيغَ) أي اشتق (من مصدرِ عاملِهِ) المسلط عليه (كـ قمتُ مَقْعَدَ زيدٍ) فمقعد مشتق من القعود وهو مصدر للفعل قعدَ، فإن لم يكن مشتقا من لفظ مصدر عامله فلا يصح، فلا يقال: قمتُ مَجْلِسَ زيدٍ.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 416