responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 413
مثل: لا تظلمْ الناسَ باغيًا، فالبغي هو الظلم ولو حذفنا كلمة البغي ما نقص معناه ولفهم من بقية الكلام.
ومنه قوله تعالى: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا) فضاحكًا: حال مؤكدة من الضمير المستتر العائد على سليمان عليه السلام، وإنما قلنا هي حال مؤكدة لأن تبسم في معنى ضحك.
الفرق بين الحال والنعت

هنالك قاعدة مشهورة عند العلماء وهي: (الحالُ وصفٌ لصاحِبِهِ قيدٌ لعامِلِهِ) ومعناها يتضح بالمثال:
إذا قلتَ: جاءَ زيدٌ ضاحِكًا، فالضحك من حيث المعنى وصف لصاحب الحال وهو زيد، وهو قيدٌ للذي نصب ضاحكًا وهو جاءَ؛ لأنَّ المعنى هو أنه ضاحكٌ في وقت المجيء.
وبهذا يتبين الفرق بين الحال والنعت فإن النعت لا يقيد عامله، تقول: جاءَ زيدٌ الضاحكُ، فالضاحكُ وصف لزيد، وقد يكون ضاحكا قبل المجيء لا حال المجيء بخلاف قولك: جاءَ زيدٌ ضاحكًا فهو ينص على أنه وقت المجيء كان ضاحكا وقد لا يكون قبل المجيء كذلك.

مسألة

قد تتعدد الحال نحو: جاءَ زيدٌ ضاحكًا فرِحًا، قال تعالى: (فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفًا) فغضبانَ حال أولى، وأسِفًا حال ثانية.

(شرح النص)

بابُ الحالِ: وهوَ وصْفٌ فَضْلَةٌ في جوابِ كيفَ، كـ ضربْتُ اللصَ مكتوفًا.
وشرطُها التنكيرُ، وصاحبِها التعريفُ، أو التخصيصُ أو التعميمُ أو التأخيرُ، نحوُ (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ)، (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلْسَائِلِينَ)، (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ) وَلِمَيَّةَ مُوحِشًا طَلَلُ.
.................................................. .................................................. ...................
لما أنهى المؤلفُ الكلامَ على المفعولاتِ شرعَ في الكلامِ على بقية المنصوبات، ومنها الحال فقال: (بابُ الحالِ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا (وهوَ وصْفٌ) أي اسم مشتق كاسم الفاعل واسم المفعول (فَضْلَةٌ) أي ليس مسندا ولا مسندا إليه، يقعُ (في جوابِ كيفَ كـ ضربْتُ اللصَ مكتوفًا) تقول: كيفَ ضربتَ اللصَ؟ فيقال: مكتوفًا، فمكتوفًا: حال منصوب لأنه وصف لأنه اسم مفعول، فضلة لأنه ليس مسندا ولا مسندا إليه، واقع في جواب السؤال بكيفَ.
(وشرطُها) أي الحال هو (التنكيرُ) وما وقع معرفة فإنه يؤول بنكرة مثل: جاءَ زيدٌ وحدَهُ، فوحدَه: حال منصوب وهو معرفة لإضافته إلى الضمير وهو مؤول بمنفرد، (و) شرطُ (صاحبِها) أي صاحب الحال إمَّا (التعريفُ) نحو جاءَ زيدٌ راكبًا (أو التخصيصُ) بوصفٍ أو إضافة نحو جاءَ رجلٌ كبيرٌ راكبًا، وجاءَ غلامُ زيدٍ راكبًا (أو التعميمُ) بأن تقع النكرة في سياق نفي أو نهي أو استفهام نحو ما جاءَ رجلٌ راكبًا، ولا تركبْ دراجةً مسرِعًا، وهل في المسجدِ رجلٌ عالمًا (أو التأخيرُ) عن الحال نحو جاءَ راكبًا رجلٌ، ثم أخذ يمثل للحالات الأربع أعني التعريف والتخصيص والتعميم والتأخير بقوله: (نحوُ) قوله تعالى: (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ) فخُشَّعًا: حال من فاعل يخرجون وهو الواو والمعنى هو يخرجُ الكفارُ من قبورِهِم حال كونهم خُشَّعًا أبصارُهُم، وصاحب الحال هنا معرفة لأنه ضمير وهو أعرف المعارف، ونحو قوله تعالى (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلْسَائِلِينَ) فسواءً: حال من أربعة وجاز كون صاحب الحال نكرة لأنه قد أضيف إلى أيام فتخصص، ونحو قوله تعالى: (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ) فلها منذرونَ: جملة من خبر مقدم ومبتدأ مؤخر في محل نصب حال لقرية، وهي وإن كانت نكرة لكنها هنا عامة لوقوعها بعد نفي، وكقول الشاعر: (لِمَيَّةَ مُوحِشًا طَلَلُ) .. يَلُوحُ كَأَنَّهُ خِلَلُ، لِمَيَّة: اللام حرف جر، مَيَّةَ: اسم مجرور بالفتحة لأنه علم لامرأة وهو اسم محبوبته، والجار والمجرور خبر مقدم، والمبتدأ هو طلل، موحشًا: المكان الموحش المهجور، طَلَل: ما تبقى بارزا من آثار الديار، يلوح: يلمع، الخِلَل: جمع خِلة وهي بطانة منقوشة بالمعادن يوضع فيها غمد السيف، والمعنى هو لهذه المرأة شيء مرتفع من بقايا آثار دارها موحش يلمع للناظر من بعيد كأنه بطانة غمد السيف، والشاهد هو أن موحشًا حال من طلل الذي هو نكرة، والمسوغ لذلك تقدم الحال على صاحبها.
تنبيه: يحسن التنبه إلى الفرق بين شبه الجملة في حالة تعلقها بالفعل فلا تكون حينئذ حالا، وفي حالة تعلقها بمحذوف في محل نصب حال.
مثال الأول: ذهبَ زيدٌ إلى السوقِ، فالجار والمجرور هنا متعلقان بالفعل ذهب وليس في محل نصب حال لزيد فإنك إذا أظهرتَ الحال المحذوفة وقلت: ذهبَ زيدٌ موجودا إلى السوقِ، لما استقام المعنى.
ومثال الثاني: رأيتُ زيدًا في السوقِ، فإن شبه الجملة في محل نصب حال أي رأيتُ زيدًا موجودًا في السوقِ، قال تعالى: (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) فعلى قومه متعلقان بخرجَ، وفي زينته متعلقان بمحذوف حال والتقدير فخرج على قومه حال كونه في زينته.

(تدريب)

أعرب ما يلي:
1 - قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا.
2 - لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا.
3 - عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا.

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست