responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 358
تقول: ما جاءني زيدٌ بلْ خالدٌ، فيفيد مجيء خالد وهي هنا للرد.
وتقول: جاءني زيدٌ بلْ خالدٌ، فيفيد مجيء خالد، وهي هنا تفيد الإضراب أي العدول عن الحكم الأول إلى حكم جديد.
فاتضح أن هذه الثلاثة الأخيرة (لا- لكنْ- بلْ) يخالف ما بعدها ما قبلها في الحكم وإن اشتركا في الإعراب.
أما الستة الأولى (الواو- الفاء- ثمّ- حتى- أو- أمْ) فهي تجمع بين ما قبلها وما بعدها في الحكم والإعراب معا.

(شرح النص)

وَعطفُ البيانِ وهوَ: تابِعٌ مُوَضِّحٌ أَو مُخَصِّصٌ جامدٌ غيرُ مؤولٍ، فيوافِقُ متبُوعَهُ، كـ أقسمَ باللهِ أبو حفصٍ عمرُ، وهذا خاتمٌ حديدٌ، ويُعْرَبُ بدلَ كلٍّ مِنْ كلٍّ إِنْ لمْ يمتنعْ إحلالُهُ مَحَلَّ الأولِ كقولِهِ: أنا ابنُ التَّارِكِ البَكْرِيِّ بِشْرٍ، وقولِهِ: أَيَا أَخَوَيْنَا عبدَ شمسٍ وَنَوْفَلا.
وعطفُ النَّسَقِ بالواوِ وهيَ لمطلقِ الجمعِ، والفاءِ للترتيبِ والتَّعقيبِ، وثُمَّ للتَّرتيبِ والتَّراخي، وحتى للغايةِ والتَّدريجِ لا للتَّرتيبِ، وأو لأحدِ الشيئينِ أو الأشياءِ مفيدةً بعدَ الطلبِ التخييرِ أوِ الإباحةِ، وبعدَ الخبرِ الشكَّ أوِ التشكيكَ، وأمْ لطلبِ التَّعيينِ بعدَ همزةٍ داخلةٍ على أحدِ المستَوِيينِ، وللرَّدِّ عنِ الخطأِ في الحكمِ لا بعدَ إيجابٍ ولكنْ وبلْ بعدَ نفيٍ، ولصرفِ الحكمِ إلى ما بعدَها بلْ بعدَ إيجابٍ.
والبدلُ وهوَ تابعٌ مقصودٌ بالحكمِ بلا واسطةٍ، وهوَ سِتَّةٌ: بدلُ كلٍّ نحوُ: (مَفَازًا حَدَائِقَ)، وبعضٍ نحوُ: (مَنِ اسْتَطَاعَ) واشتمالٍ نحوُ (قِتَالٍ فِيهِ)، وإضرابٍ، وغلطٍ، ونسيانٍ نحوُ: تَصَدَّقْتُ بدرهمٍ دينارٍ، بِحَسَبِ قصدِ الأولِ والثاني، أوِ الثاني وسبقِ اللسانِ، أوِ الأولِ وتبيُّنِ الخطأِ.
.................................................. .................................................. ...................
(وَ) الثالث من التوابع (عطفُ البيانِ وهو: تابِعٌ مُوَضِّحٌ) في المعارف نحو جاءَ أخوكَ زيدٌ (أَو مُخَصِّصٌ) في النكرات نحو هذا خاتمٌ حديدٌ، فيكون كالنعت في هذا المعنى لكنه مخالف للنعت في أنه (جامدٌ غيرُ مؤولٍ) بمشتق.
(فيوافِقُ متبُوعَهُ) في الإعراب، والتعريف والتنكير، والتذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع، فهو كالنعت الحقيقي (كـ أقسمَ باللهِ أبو حفصٍ عمرُ) فعُمَرُ عطف بيان لأبي حفصٍ، ذكر لإيضاحه، وقد تبعه في الرفع والإفراد والتذكير والتعريف (وهذا خاتمٌ حديدٌ) فحديدٌ عطف بيان لخاتم، ذكر لتخصيصه، وقد تبعه في الرفع والإفراد والتذكير والتنكير.
(ويُعْرَبُ بدلَ كلٍّ مِنْ كلٍّ إِنْ لمْ يمتنعْ إحلالُهُ مَحَلَّ الأولِ) فيجوز إعراب عمر وحديد في المثالين السابقين بدل كل من كل، لأنه لا يمتنع إحلال الثاني محل الأول بأن تقول: أقسمَ باللهِ عمرُ، وهذا حديدٌ، فإن امتنع ذلك تعين كونه عطف بيان (كقولِهِ) أي الشاعر: (أنا ابنُ التَّارِكِ البَكْرِيِّ بِشْرٍ) ... عليهِ الطَّيْرُ تَرْقُبُهُ وقُوعَا، البكريّ: المنسوب إلى بكر بن وائل، بشرٍ: هو بشر بن عمرو البكري، والمعنى هو: أنا ابن رجل قتل البكري وتركه صريعا في العراء تنتظر الطير فوقه خروج روحه لتقع وتنقض عليه لتأكله، فهو شجاع من نسل شجعان، والشاهد فيه قوله: البكريِّ بشرٍ، فإن بشرًا عطف بيان وليس بدلا لأنه يمتنع إحلال بشر محل البكري بأن تقول: أنا ابنُ التاركِ بشرٍ؛ لأنه يلزم عليه إضافة ما فيه الألف واللام وهو التارك إلى المجرد منها وهو بشر وذلك لا يجوز (وقولِهِ) أي الشاعر: (أَيَا أَخَوَيْنَا عبدَ شمسٍ وَنَوْفَلا) ... أُعِيذُكُما باللهِ أَنْ تُحْدِثَا حَرْبا، والشاهدُ فيه: قوله: أخوينا عبدَ شمسٍ ونوفلا، فإن قوله عبد شمس عطف بيان على أخوينا، ولا يجوز أن يكون بدلًا منه، لأنه يمتنع إحلال عبد شمس ونوفل محل أخوينا فلا يقال: أيا عبدَ شمسٍ ونوفلًا، بل أيا عبدَ شمسٍ ونوفلُ، بالبناء على الضم لأنه مفرد معرفة، فإنه إذا كان المنادى منصوبا في لفظه، وعطف عليه اسم مجرد من أل والإضافة، فإنه يعطى المعطوف حكم المنادى المستقل: فنقول يا عبدَ اللهِ وزيدُ، ويا عبد اللهِ وعبدَ الرحمنِ.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست