responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 356
الدرس الثامن والثلاثون من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[02 - 12 - 2013, 12:17 م]ـ
الدرس الثامن والثلاثون

البدل- عطف البيان

البدل هو: التابع المقصود بالحكم بلا واسطة بينه وبين متبوعه.
تقول: جاءَ أخوكَ زيدٌ، فزيد بدل، وأخوك مبدل منه، والمقصود من الحكم عليه بالمجيء هو زيد، وأما أخوك فذكر تمهيدا وتوطئة لزيد، ولذا لو حذفنا المبدل منه وقلنا: جاءَ زيدٌ، لما اختل معنى الجملة.
فالبدل يختلف عن النعت والتوكيد في كونه هو المقصود بالحكم بخلافه فيهما فإن المقصود بالحكم هو المنعوت والمؤكَّد تقول: جاءَ أخوكَ الشاعرُ، فالمقصود بنسبة المجيء إليه هو أخوك وأما الشاعر فكلمة ذكرت لتكميله وتوضيحه.
وتقول: جاءَ أخوكَ أخوك أو نفسُه، فالمقصود بالنسبة هو أخوك الأول واللفظ الثاني جيء به لتقوية وتوكيد هذا المعنى.
وأما في العطف نحو جاءَ ابنكَ وأخوكَ، فأخوك وإن كان مقصودا بنسبة المجيء إليه إلا أنه قد توسط بينه وبين متبوعه ابنكَ حرف العطف فتميز البدل عن المعطوف لأنه لا يذكر بين البدل والمبدل منه واسطة.
والبدل ستة أقسام هي:
1 - بدل كلٍّ مِن كلٍّ وهو: ما كان التابع فيه عينَ المتبوع، بأن يكون الثاني وهو البدل مساويا للأول وهو المبدل منه في المعنى مثل: عاملتُ التاجرَ خليلًا.
2 - بدل بعض من كلٍّ وهو: ما كان التابع فيه بعضا من المتبوع، ولا بد من اتصاله بضمير يعود على المتبوع إما محقق موجود مثل: أكلتُ الرغيفَ ثلثَهُ، أو مقدر كما في قوله تعالى: (وَللهِ على النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) فمَن: بدل من الناس بدل بعض من كل، والمعنى: ولله على من استطاع إلى البيت سبيلا حج البيت، والضمير الذي يربط البدل بالمبدل منه محذوف تقديره: مَن استطاع منهم.
3 - بدل اشتمال وهو: ما كان بين التابع فيه والمتبوع عَلاقة بغير الكلية والجزئية، مثل: أعجبني زيدٌ عِلمُهُ، وسمي كذلك لأن زيدا يشتمل على العلم، وليس العلم جزءً ماديا من زيد، ولا بد في هذا النوع أيضا من ضمير يربطه بالمتبوع.
4 - بدل الإضراب وهو: أن يقصد المتكلمُ المبدلَ منه أولا، ثم يبدو له أن يعدل عنه ويقصد البدل.
مثل: ذهبتُ إلى المدرسةِ المسجدِ، فالمتكلم أراد أن يخبر بذهابه إلى المدرسة ثم عدل ذلك وأخبر أنه ذهب إلى المسجد.
وأما ذهابه إلى المدرسة فهو مسكوت عنه لم يتعرض له بنفي ولا إثبات.
5 - بدل الغلط وهو: أن يقصد المتكلم البدل ولكن يسبق لسانه إلى المبدل منه.
مثل: تصدقتُ بدرهمٍ دينارٍ، فالمتكلم أراد أن يقول إنه تصدق بدينار ولكن غلط فذكر الدرهم ثم صحح غلطه.
6 - بدل النسيان وهو: أن يقصد المتكلم المبدل منه، ثم يتبين له أنه كان واهما فيصحح بذكر البدل.
مثل: تصدقتُ بدرهمٍ دينارٍ، إذا كان المتكلم قصد أن يذكر أنه تصدق بدرهم ثم تبين أن الذاكرة قد خانته وأنه تصدق بدينار فصحح بذكر الصواب وهو البدل.
وأما عطف البيان فهو: تابعٌ موضِّحٌ أو مخصِّصٌ جامِدٌ غيرُ مؤولٍ.
مثل: جاءَ أبو عبدِ اللهِ صالحٌ، فصالحٌ: عطف بيان وقد وضح متبوعه أبو عبد الله، إذْ هناك أكثر من يسمى بأبي عبد الله فلا يدرى مَن المقصود فإذا قلت: صالح، تبين المقصود.
ومثل: هذا خاتمٌ حديدٌ، فحديدٌ: عطف بيان وقد خصص متبوعه وهو خاتم لأنه كان يحتمل أنه صنع من ذهب أو فضة.
فإذا كان المتبوع معرفة فعطف البيان لتوضيحه، وإذا كان نكرة فعطف البيان لتخصيصه، فهو يشبه النعت في هذا الغرض ولكن النعت يكون مشتقا أو جامدا مؤولا بمشتق، بخلاف عطف البيان فهو جامد غير مؤول بمشتق كصالح وحديد.
وعطف البيان يوافق متبوعه في الإعراب والتعريف والتنكير والتذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع كالنعت الحقيقي
ثم إنَّ بين عطف البيان وبدل كُلٍّ مِنْ كُلٍّ تشابها ولهذا قال النحاة: (كل ما جاز اعتباره عطف بيان جاز اعتباره بدلا) فيجوز أن نعرب صالحا وحديدا في المثالين السابقين بدلا.
ولكنهم استثنوا بعض الأشياء أعربوها عطف بيان ولم يجوزوا أن تعرب بدلا لأنه يمتنع فيها إحلال الثاني محل الأول.
فمن ذلك:
1 - أن يكون التابع مفردا معربا، والمتبوع منادى.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست