responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 2271
فالحذف لا يكون مطلقا، وإنما يكون إذا كان المخاطب عالما به، وفي الموضوع ذاته ينقل الشيخ عن سيبويه بعض أدوات الحذف، وفيها "يقرر عبد القاهر أن الحذف لا يكون إلا عن دليل حالي أو مقالي، فالدليل الحالي هو ما كان منسوبا إلى الحال أو الصفة التي يكون عليها المخاطب حين توجه إليه العبارة المستعملة على " الحذف " عليه، والدليل المقالي هو الذي تشمل عباراته على حال المحذوف") (.
ثالثا: استعار من سيبويه كثيرا من المصطلحات ومثال على ذلك مصطلح "الكلم") (الذي استعمله سيبويه أول مرة كبديل لمعنى "الكلام" وكان يخصّ به الكثير.
رابعا: استدل بكلام سيبويه في:"إن" تجيء لخبر لا يجهله المخاطب، وهذا الذي أشار إليه في كتابه بقوله: "مثال ذلك أن " صاحب الكتاب " قال في باب كان: "إذا قلت: كان زيد، فقد ابتدأت بما هو معروف عنده عندك، وإنما ينتظر الخبر فإذا قلت: حليما، فقد أعلمته مثل ما علمت وإذا قلت: كان حليما، فإنما ينتظر أن تعرفه صاحب الصفة، وذاك أنه إذا كان معلوما لا يكون مبتدأ من غير خبر، ولا خبر من غير مبتدأ كان معلوما أنك إذا قلت: كان زيد. فالمخاطب ينتظر الخبر، وإذا قلت: كان حليما، أنه ينتظر الاسم، فلم يقع إذا بعد "إنما"، وإلا شيء كان معلوماتي السامع من قبل أن ينتهي إليه) (. كما استشهد به أيضا في تقديم الاسم في مثل قوله: محمد قام تفيد التنبيه) (.
خامسا: تعدت استفادته من صاحب الكتاب في تناول لمسألة خصائص النظم من خلال معنى النظم وائتلاف الكلام، وما يؤدي إلى صحته وفساده وحسنه وقبحه. مما جعل بعض الباحثين كأحمد المراغي إلى اعتباره واضع علم البلاغة العربية، ويستدل هؤلاء بطريقة تناول الدرس اللغوي في ذلك الوقت، إذ كانت العلوم متداخلة الكل يصب في بعضه البعض، فاللغة، والنحو، والبلاغة كلها كانت بمثابة روافد متعددة تصب في مجرى واحد هو: إثراء اللغة والمحافظة على سلامتها، وهذا الأمر ينطبق على كتاب سيبويه الذي لم يكن يتناول موضوعا واحدا بعينه، بل كان متناولاً لها جميعا، ومنظما لها في باب واحد، ولم يخطر على باله أن يفضل هذه العلوم عن بعضها البعض، أو يضع لها مصطلحا بعينه، ولذلك فإن سيبويه في إدراكه لتداخل هذه العلوم قد اهتدى إلى ربط النحو بالمعاني، فنفخ في النحو روحه، وتطور هذا الأمر إلى أقصى درجاته على يد عبد القاهر الجرجاني، ورغم المحاولات التي أرادت أن تشوّه عمل سيبويه كونه بدعوى أنه لم يذكر لها مصطلحات، أو لأنه لم يضع لها قوانين، كالمصطلحات والقوانين المتعارف عليها اليوم، إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال لجاحد أن يتنكر لجهود سيبويه التي قدمها لخدمة البلاغة العربية الأساس في بناء هذا العلم بما ذكره من موضوعات تدخل في علم المعاني: كالحذف والزيادة، والذكر والإضمار، والتقديم والتأخير، والاستفهام والقصر، والفصل والوصل، والمجاز العقلي، والتعريف والتنكير ومقتضى الحال، القلب، إلى جانب عرضه لتلك الصور التي تحدث فيها عن خروج الكلام وأساليبه ضمن إطار تأديته للمعنى وفق قوالب النظام اللغوي للعربية، كما تحدث عن أسرار التراكيب وتأليف الكلمات، وصوغ العبارات، وإبراز الفرق بين تعبير وآخر، مع الإشارة إلى أن اهتمامه لم يكن قاصرا على أواخر الكلمات، وبيان إعرابها وبنائها وإنما تجاوز ذلك إلى نظم الجملة والجمل. () وقد وافقه في ذلك عدد من المهتمين بالدراسات البلاغية، وحجّتهم في ذلك حصيلة ما كتبه سيبويه نفسه في " الكتاب" لاسيما تلك الفقرة التي تدلل على معنى "ائتلاف الكلام" إذ يقول:"هذا باب الاستقامة من الكلام والإحالة، فمنه مستقيم حسن، ومحال، ومستقيم كذب ومستقيم قبيح، وما هو محال كذب، فأما المستقيم الحسن فقولك: آتيك أمس بآخره، فتقول: آتيك غدا، وسآتيك أمس، وأما المستقيم الكذب، فقولك: حملت الجبل، وشربت ماء البحر، ونحوه، وأما المستقيم القبيح، فأن تضع اللفظ في غير موضعه، نحو قولك قد زيد رأيت، وكي زيد يأتيك وأشباه هذا، وأما المحال الكذب، فأن تقول: سوف أشرب ماء البحر أمس" (). ولقد حصر سيبويه مجال الكلام وأنواعه في مجالات خمس نعددها على النحو التالي: ().

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 2271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست