responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 2272
فالكلام على هذا يعتمد أساسا تأليف التركيب، وبناء الأسلوب، والتطابق مع الواقع، فسيبويه يستهدف ائتلاف الكلام، والتمييز بين مختلف أنواعه، فهدفه نحوي خالص، ولو أن فريقا من الباحثين يحملون النص دلالة أخرى. كيف ذلك؟ إنهم ربطوا كلام سيبويه بمسألة "النظم" عند عبد القاهر الجرجاني، وبالتدقيق في نظريته الشهيرة التي مفادها أن "النظم إنما هو توخي معاني النحو، ووضع الألفاظ موضعها الصحيح " (). فلقد كانت نظرية "النظم" بهذا قاسما مشتركا بين سيبويه والجرجاني، وإن اختلفت المسميات، وهي الرؤية التي ذهب إليها كل من إبراهيم مصطفى في كتابه" إحياء النحو" ()، وعلي ناصف النجدي في كتابه: " سيبويه إمام النحاة" (). إذا يمكننا القول بأن لسيبويه فضلا كبير الأثر على الجرجاني في مسألة تناول موضوعات علم المعاني، فهو بحق كان رافدا هاما في تأليف "دلائل الإعجاز".
وتأسيسا على ما سبق نخلص إلى أن عبد القاهر الجرجاني،، قد استفاد من جهود أئمة النحو السابقين، الذين تركوا آثارهم عليه، الأمر الذي ساهم في بلورة نظريته على النظم، بدءا بسيبويه وانتهاءً بمن جاء بعده، إلى القرن الرابع الهجري، فلقد ارتدت بذلك الدراسة اللغوية ثوبا زاهيا بهيا يتمثّل فيما وجدناه عند أبي علي الفارسي، وتلميذه ابن جني، باعتبارهما من كبار النحاة، فقد ساهما بطريقة أو بأخرى في إرساء القواعد اللغوية، التي بفضلها استطاع عبد القاهر أن يُرسي دعائم نظرية للفكر اللغوي أساسها الفكر النحوي "فمنهج عبد القاهر هو منهج النحو، الذي لا يقف عند حدود الحكم، بالصحة والفساد، بل يمتدّ إلى البحث في العلائق التي تقيمها اللغة بين الكلمات، فوسّع بذلك أفق النحو، ليشمل كل ما يراعيه النظم من تقديم وتأخير، وما إليه من أسباب الجودة وعدمها، فيما يدخل ضمن باب علم المعاني ()، ومن ثمّ كان الأساس عنده هو النحو، على أن يشمل هذا الأخير علم المعاني، وأن يتجاوز القواعد النحوية إلى الجودة الفنية.
دقي جلول
مقتطف من مبحث رسالة ماجستير موسومة"منهج عبد القاهر الجرجاني في الدرس اللغوي" –جامعة تيارت-الجزائر

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 2272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست