نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1922
واصطلاحاً: نونٌ تثبتُ لفظاً لا خطاً، وهو تعريفُ السيوطيِّ في جمعِ الجوامعِ وشرحِ الألفيةِ، ولا يُتَصوَّرُ هذا الحدُّ إلا في التنوينِ الذي يُجعَلُ علامةً على الاسميّةِ، ولا بدّ أن تكونَ ساكنةً وزائدةً بالاستقراءِ.
والمشهورُ أنّ التنوينَ هو: نونٌ زائدةٌ ساكنةٌ تلحقُ الآخرَ لفظاً لا خطاً لغيرِ توكيدٍ.
قال الشيخُ: ولفظةُ (زائدةٍ) لا بدّ من إسقاطِها، لأننا نقولُ (تلحقُ) والإلحاقُ إنما يكونُ بشيءٍ زائدٍ، فهوَ دالٌّ على الزيادةِ بالمطابقةِ.
قولهم (ساكنةٌ) أخرجَ النونَ من (ضيفنٍِ) للطفيليِ و (رعشنٍِ) لكثيرِ الارتعاشِ، فالنونُ الأولى زائدةٌ لإلحاقِه بـ (جعفرٍ) ولكنها متحركةٌ فهي ليستْ بتنوينٍ، وأما النونُ الثانيةُ فهي تنوينٌ.
قولهم (تلحقُ الآخرَ) خرجَ به ما يلحقُ الأولَ والأثناءَ كـ (انطلقَ) و (منتصرٌ).
قولهم (لفظاً لا خطاً) أخرجَ نوعينِ من التنوينِ وهما الغالي والترنمُ.
قولهم (لغيرِ توكيدٍ) أخرجَ نونَ (لنسفعاً) قد تُكْتَبُ بالنونِ أو ببدلٍ عنها وهي الألفُ.
قولهم (لفظاً) لبيانِ الواقعِ لا للاحترازِ، (لا خطاً) لأنّ الكتابةَ مبنيةٌ على الابتداءِ والوقفِ، والتنوينُ يسقطُ وقفاً ورفعاً وجراً، وأما في حالةِ النصبِ فيُبْدَلُ ألفاً، فتقولُ: رأيتُ زيداً، ولهذا المنفي في التعريفِ بقولِه (لا خطاً) النونُ أصالةً لا على عِوَضِ النونِ وهو الألفُ، قال الناظمُ: وَقِفْ على المنصوبِ منه بالألفْ ... كمثلِ ما تكتبُه لا يختلفْ
وأما في لغةِ ربيعةَ فيقولونَ: جاءَ زيد، ومررت بزيد، ورأيت زيد.
وقيل: المنفيُّ النونُ أصالةً وفرعاً (عِوَضَ النونِ) مطلقاً، وأما رأيتُ زيدا فهذا قليلٌ بالنسبةِ للرفعِ والجرّ، وما كان قليلاً لا يُعْتَرَضُ به على الأصلِ، والصحيحُ الأولُ.
وأمّا تنوينُ الترنمِ أي: قطعَ الترنمِ في لغةِ ربيعةَ وقيسٍ كقوله: أقلّي اللومَ عاذلَ والعتابنْ ... وقولي إن أصبتُ لقدْ أصابنْ
فهذه ليستْ بتنوينٍ، لأنّ التنوينَ يثبتُ لفظاً لا خطاً، وأيضاً فإنّ التنوينَ الذي هو علامةٌ على اسميّةِ الكلمةِ لا يُجامعُ (ال) وهنا قال: (العتابنْ)، ولا يدخلُ الفعلَ , وقد قالَ (أصابنْ)، فهو – تنوينُ الترنم – وإنْ سمّيَ تنويناً فهو مجازٌ لا حقيقةٌ.
وكذا قولُه: أزِفَ الترحُّلُ غيرَ أنّ ركابَنا ... لما تزُلْ برحالِنا وكأنْ قدنْ
فـ (قدْ) حرفٌ ودخلَ عليه التنوينُ مما يدلُّ على أنّ هذا التنوينَ ليس هو ما جُعِلَ علامةً على اسميّةِ الكلمةِ.
وقولُه (لا خطاً) مخرجٌ للتنوينِ الغالي: وهو اللاحقُ للقوافي المقيدةِ، وهي التي روِيُّها ساكنٌ، ومنه:
قالتْ بناتُ العمِّ يا سلمى وإنِنْ ... كانَ فقيراً مُعْدِماً قالتْ وإنِنْ
قوله (لغيرِ توكيدٍ) هل أخرجَ نونَ التوكيدِ الخفيفةِ؟ على تفصيلٍ:
على مذهبِ الكوفيينَ مِنْ رسمِها ألفاً لا نوناً فهي خارجةٌ بقوله (لغيرِ توكيدٍ).
أمّا على مذهبِ البصريينَ مِنْ كتابتِها نوناً فهي خارجةٌ بقولِه (لا خطاً).
• قولُ الناظمِ ((.. والتنوينِ ..)) هل يدخلُ فيه تنوينُ الترنمِ والغالي؟
ابنُ عقيلٍ قال ((وظاهرُ كلامِ المصنفِ أنّ التنوينَ كلَّه من خواصِّ الاسمِ، وليس كذلكَ ..)) قال الشيخُ: وقولُ ابنِ عقيلٍ ((ليس كذلك)) ليسَ كذلكَ، لأنّ الناظمَ ذكرَ التنوينَ في سياقِ علاماتِ الاسمِ، والترنمُ والغالي يدخلانِ على الاسمِ، والفعلِ، والحرفِ، وعليه تكونُ (ال) في (التنوينِ) للعهدِ الذهنيِّ، وهو الذي عُهِدَ مصحوبُها ذهناً.
• أنواعُ التنوينِ:
1 - تنوينُ التمكينِ: ويقالُ له تنوينُ الأمكنيةِ أو التمكنِ أو الصرفِ، فله أربعةُ أسماءٍ لقوتِه وأصالتِه، وهو اللاحقُ للاسمِ المعربِ المنصرفِ.
وهو من إضافةِ الدالِّ إلى المدلولِ، وهو يدلُّ على تمكنِ الكلمةِ في بابِ الإعرابِ، فالاسمُ المنوَّنُ لم يشبِه الحرفَ فيُبْنى، ولا الاسمَ فيمنعَ من الصرفِ.
- الاسمُ بحسبِ شبهِه وعدمِه ثلاثةُ أنواعٍ:
1 - اسمٌ أشبه الحرفَ فيُبْنى، لأنّ القاعدةَ: أنّ الشيءَ إذا اشبهَ لشيءَ أخذَ حكمَه.
2 - اسمٌ أشبَهَ الفعلَ في واحدٍ من العللِ التسعِ المذكورةِ في بابِ الممنوعِ من الصرفِ، فأخذَ حكمَه.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1922