نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1736
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[02 - 12 - 2011, 10:04 م]ـ
أمَّا (فعللَه ففَعلل)، فلا أعرفه إلا أن يَّكون نادرًاكنتُ يومَ كتبتُ هذا الكلامَ، وقيَّدتُّه بـ (نادرًا) كالمتحفِّظِ مِن أن يكونَ ثَمَّةَ مِثالٌ يشِذُّ عن هذا القياسِ المستمِرِّ، ولبِثتُ علَى ذلكَ أختلِفُ إلى معاجِمِ العربيَّة، وكتُبِ الصَّرفِ أتلمَّسُ هذا الشاذَّ الذي أجَزْتُ وقوعَه، ولكنِّي لم أجِد شيئًا من ذلك.
ثمَّ وجدتُّ الآنَ في (اللِّسانِ) في مادَّة (الحاء، والواو، والسِّينِ) هذا النصَّ:
(ويقالُ: حاسُوهم، وجاسُوهم، ودربَخُوهم، وفنَّخُوهم، أي: ذلَّلُوهم).
فلمَّا مَرْرتُ بكلمةِ (ودربَخُوهم)، حططتُّ رحلِي عندَها، ونزلتُ، لأنِّي كنتُ أعلَمُ أنَّ (دَرْبخَ) فِعْلٌ لازِمٌ بمعنَى (ذَلَّ). وهو من المُثُلِ التي يستشهِد بها الصرفيُّون.
فإن ثبَتَ هذا الفِعْل، وكانَ سليمًا من عادِية التَّصحيفِ، فهو مِثَالٌ نادِرٌ على مجيءِ المطاوَعةِ من (فعلَلَه) على (فعلَلَ).
ومن أجلِ أن أستوثِقَ إلى صحَّةِ ثبوتِ هذا الفعلِ رجَعتُ إلى (التهذيبِ)، لأنَّ ابنَ منظورٍ (ت 711 هـ) نقَلَ هذا النصَّ عنه، فوجدتُّ الكلامَ فيه على هذا النَّحو:
(ثعلبٌ عن ابنِ الأعرابيِّ: الحَوْسُ: الأكلُ الشَّديدُ. والحُوْس: الشُّجعانُ. قالَ: والحَوساءُ: الناقَة الشَّديدةُ الأكلِ. قالَ: ويقالُ: حاسُوهم، وجاسُوهم، ودَرْنَجُوهم، وفنَّخُوهم، أي: ذلَّلُوهم).
وقد ورَدت فيه هذه الكلِمةُ (دَرْنَجُوهم) كما ترَى. وهي تصحِيفٌ بلا شَكٍّ، لأنَّ هذا الجذرَ غيرُ ثابتٍ. وقد انتزَعَ أبو منصورٍ (ت 370 هـ) رحمه الله هذا الكلامَ من نوادرِ ابنِ الأعرابيِّ (ت 231 هـ). وهي مفقودةٌ إلا قطعةً يسيرةً لم نرَها محقَّقةً إلى الآنَ!
ومِن عجيبِ الأمرِ أنَّك إذا بحثتَ في مادَّة (الدال، والراء، والباء، والخاء)، لم تجِد ذِكْرًا لتعدِّي هذا الفعْلِ. فإن صَحَّ ذلك، فهو دَليلٌ علَى أن الشيءَ قد يُوجَد في غيرِ مظنَّتِه.
والله أعلَم.
ـ[خالد عبد اللطيف جمهور]ــــــــ[29 - 04 - 2014, 03:11 م]ـ
تعليق على خلاصة الأخ الفاضل فيصل المنصور:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أرى أن هذا الرأي نابع من إسقاط المنطق الاجتماعي على المنطق اللغوي، ومع أنَّ ثمة ترابطًا بين الأمرين في مختلِف اللغات، إلا أنَّ هناك استثناءاتٍ يجدر بنا أن نتنبه عليها، ومن هذا المنطلق أقول -بعد حمد الله، والصلاة على رسوله-: صحيح أن هذه المناصب تكون -في الأغلب- للرجال، ولكنَّ هذا لا يوجب الحُكم بالترابط بين هذه الحقيقة وحُكم تذكير المنصب وتأنيثه، وذلك كقولك: ((وطرحُ التاء أحسن، وذلك أنَّها أعمالٌ العادةُ فيها والأصل أن تكون للرجالِ. أما (الأستاذ)، فليس فيها إلا ذكرُ التاء؛ فتقول: (الأستاذة فلانة))).
ولو سَلَّمنا بذلك لكان لزامًا علينا أن نجيب عَمَّا يأتي:
1 - ألا يؤدي ذلك إلى عدم الْمُطابقة بين الفعل والفاعل عندما نقول:
(جاء الوزير فاطمة/ وعادَ الْمُدير عائشة/ وأعجَبَني مُمَثِّلُ الدولة هُدى)
ومعلوم أنَّ الفعل واجِبُ الْمُطابَقة للفاعل –في التذكير والتأنيث-إذا كانَ الفاعل مؤنثًا حقيقيًّا.
2 - كيف نطابق بين النعت والمنعوت في هذه الحالة:
أنقول:
(ألقى الوزير العربي فاطمة خطابًا)
أم نقول: (ألقى الوزير العربية فاطمة خطابًا)؟
أم نقول: ((ألقت الوزير العربية فاطمة خطابًا))؟
أم نقول: ((ألقت الوزير العربي فاطمة خطابًا))؟
أَمْ أنَّ الصواب هو ما أراه: ((ألقت الوزيرة العربية فاطمة خطابًا))؟
******************************
خلاصة رأيي المتواضع في المسألة:
1 - يجب تأنيث المنصب والمهنة إذا كان صاحِبُهُما مؤنثًا، سواءٌ أكانتِ الكلمةُ عَرَبِيَّةَ الأصلِ، نَحوَ: (أمينة السر، الرئيسة، الرائدة، الزعيمة، جابية الضرائب، المُحتَسِبة، ساعية البريد، الشرطية، السائقة، الصَّيرَفِيَّة، العاملة، الحارسة، الخازنة، كاتبة العدل، القاضية، الْمُديرة، النائبة، الْمُحامِيَة، الطبيبة، الْمُمَرِّضَة، الْمَسؤولة/ الْمُمَثِّلَة/ الْمُنشِدَة/ الْمُغَنِّيَة/ العازفة/ الْمُنقِذَة/ وكيلة الوزارة/ مُساعِدَة الوزير/ مُضيفة الطيران/ ... إلخ)، أم كانت أجنبية (مُعَرَّبَةً، أو غير مُعَرَّبَة)، نحو:
الأستاذة/ السكرتيرة/ الدكتورة/ المهندسة/ ... إلخ).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1736