نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1737
2 - أرى أنَّ الكلماتِ التي لا يجوز وضعُ علامةِ تأنيثٍ في آخِرِها تنحَصِرُ فيما كانَ مُذَكَّرًا معنَوِيًّا (غير حقيقي)، كـ (العُضو)؛ فأعضاءُ الإنسان –مِنْ حَيثُ التذكيرُ والتأنيثُ- محكومةٌ بما سُمِعَ عن العرب، ولا نَملِكُ أن نُغَيِّرَ في ذلك قِيدَ أُنمُلَةٍ. وَمِثلُ ذلك يُقالُ في (الرُّكن)؛ فهو مُذَكَّرٌ مَعنَوِيٌّ؛ ولذلك يُقال للمرأة إذا كانت في الجيش: (الرُّكن عائشة)، ولا يُقال: (الرُّكنة عائشة).
3 - لا اعتبار َ لمسألة (الغالب في المنصب)، أَيْ أنَّ كَونَ المنصِبِ –في الغالب-للرجال دون النساء، كـ (الوزير، والرئيس، وغيرهما)؛ لا قِيمَةَ لَهُ؛ وذلك لسببين:
أ-التعليلُ الذي يُساق –في هذا الْمَقام- تَعليلٌ اجتماعيٌّ أُسقِطَ على حُكمٍ لُغَوِيٍّ، ولو سَلَّمنا بِصِحَّةِ هذا الْمَذهَبِ، وسلامة هذا الْمَنهَجِ، لَوَجَبَ علينا أن ننظر –بالْمِعيارِ نَفسِهِ- إلى سُنَّة التطور الاجتماعي القاضي بِتَبَدُّلِ الأحوال عبر الأزمنة والأمكنة؛ فقد اقتَحَمَتِ النساءُ مُعظَمَ الْمَناصِبِ التي كانت حِكرًا على الرجال أزمنةً طويلة، ولو أُعطِيَتِ النساءُ فُرَصًا حقيقية للمنافسة في هذه الْمَناصب لفُقنَ الرجال عَدَدًا ونِسبةً، حتى رئاسةُ الدولة والخلافةُ نَجِدُ مِنَ الفُقَهاءِ مَنْ يُجيزُ تولي الْمَرأة لَها، وهذا كُلُّهُ يَدفَعُنا إلى إعادةِ النظرِ في هذه الْمَسألةِ اللغويةِ.
ب- إِنَّ كَوْنَ الْمَنصِبِ –في الغالِبِ- لِلرِّجالِ دُونَ النساءِ لا يَقتَضي أَنْ نُغْلِقَ دائِرَةَ الكَلِمَةِ، بِأَنْ نَحكُمَ عليها بِأَنَّها مُذَكَّرَةٌ، بَلِ الأَصلُ أَنْ نُبقِيَ على الكَلِمَةِ مَفتوحةً عَلَى كُلِّ الاحتمالاتِ الأُخرى القائمة القادمة ما دام الْمَنطِق اللُّغَوِيُّ يُجيز ذلكَ ولا يَمنَعُهُ؛ وَبِذلِكَ نُحافِظُ على أهَمِّ ميزة مِنْ ميزات اللغة، ألا وهي التطور.
هذا، واللهُ –تعالى- أَعلى وأَعلَمُ، فَإِنْ أَصَبتُ فَمِنَ اللهِ، وَإِنْ أَخْطَأتُ فَمِنْ نَفسي.
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[30 - 04 - 2014, 06:20 ص]ـ
ما شاء الله .. ما شاء الله ..
قد عنّ لي ما تفضلت بطرحه، فشكر الله لكم طيب وجميل مسعاكم في الإجمال المرتب.!
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1737