نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 125
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[24 - 04 - 2014, 05:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
وقد كنت أنوي أن أحيلكم على بعض الكتب التي فيها أقوال للعلماء عن فصاحة الأزد، لكني أعلم أن القراء هنا لن يرجعوا إليها، فلذلك آثرت أن أنقل بعض تلك الأقوال هنا، ليعلم الناس قبح قولك: "ما عرفنا لأزد فصاحة"، ويا ليت شعري هل مقياس صحة الأشياء معرفتك لها وعدم ذلك! وقديما قيل:
جهلت فعاديت العلوم وأهلها * كذاك يعادي العلم من هو جاهلُ
وإذا كنت أنت لا تعرف للأزد فصاحة فليس يضر الأزد ذلك.
1 - قال أبو حاتم السجستاني:
"نزل القرآن على سبع لغات متفرقة في القرآن الكريم، وهي لغات قريش، وهذيل، وتميم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر."
[البرهان في علوم القرآن 1/ 217]
2 - قال ابن فارس:
"ويروى مرفوعًا أن القرآن نزل على لغة الكعبين: كعب بن لويّ، وكعب بن عمرو، وهو أبو خزاعة"
[الصاحبي في فقه اللغة 59، والمزهر 1/ 211]
وخزاعة عند كثير من أهل الأنساب من الأزد.
3 - قال النضر بن شميل: "الخزاعيون من أعرب الناس"
[تهذيب اللغة 1/ 286، وينظر: اللسان (عبق) 10/ 234]
4 - وصف أبو حاتم السجستاني أهل المدينة -وجل أهلها من الأزد، وهم الأنصار- بأنهم فصحاء، لقلة ما يخالطهم من الأعاجم.
[المذكر والمؤنث لأبي حاتم 210]
قلت: وهذا يدل -أيضا- على صحة ما ذكرناه في كلامنا عن الإمام مالك من أن المدينة من الحواضر التي قلت مخالطة أهلها للأعاجم.
5 - قال الخليل بن أحمد:
"أفصح الناس أزد السراة"
[الفاضل 113]
وحسبك بإمام كالخليل، وهذا يدل على صحة ما قلناه قبل من دخول أزد السراة في كلام أبي عمرو بن العلاء المذكور أولا، وسيأتي في كلامه التصريح بذكر أزد السراة.
6 - قال أبو عمرو بن العلاء:
"كنا نسمع أصحابنا يقولون: أفصح الناس تميم وقيس وأزد السّراة وبنو عذرة"
[الفاضل 113]
وهذا تصريح من أبي عمرو بن العلاء بذكر أزد السراة، وكما دخل أزد السراة في كلامه الأول يدخل أزد شنوءة في كلامه هذا، لأنه لم يرد ما اصطلح عليه الناس من التفريق بين أزد شنوءة وأزد السراة، وإنما يريد سكان السراة من الأزد، وإن لم يدخل ذاك في هذا وهذا في ذاك، فقد صرح في كل موضع بواحد منهما، وجعلهما أفصح الناس مع القبائل الأخرى المذكورة، فأين الذي يقول: ما عرفنا لأزد فصاحة؟!
ثم إن أبا عمرو لم يقل هذا وحده، وإنما ذكر أنه كان يسمع هذا من العلماء والأئمة الذين أخذ عنهم العلم.
7 - وقال المبرد:
"حدثني علي بن القاسم الهاشمي قال: رأيت قومًا من أزد السّراة لم أر أفصح منهم، وكانوا يلبسون الثياب المصبّغة، قلت لأحدهم: ما حملك على لبس الثياب المصبّغة؟ قال: ابتغاء الحسن"
[الفاضل 113]
قلت: وكانوا إلى وقت قريب جدا يلبسون هذه الثياب المصبغة، وقد رأينا ذلك وأدركناه، وما زالوا يلبسونها في بعض المحافل.
8 - وصف أبو علي الهجري أزد السّراة بأنهم فصحاء، وأنشد لخمسة عشر شاعرًا منهم.
[التعليقات والنوادر 2/ 507، 572، 647]
9 - أثنى ابن جبير في رحلته على فصاحتهم فقال:
"والقوم عرب صرحاء فصحاء جُفاة أصحاء، وأما فصاحتهم فبديعة جدًا"
[رحلة ابن جبير 111،113]
10 - ذكر ابن بطوطة -وهو من أعيان القرن الثامن الهجري- أزد السّراة فأثنى عليهم خيرًا، وقال: "وأهلها فصحاء بالألسن".
[رحلة ابن بطوطة 180]
11 - وقد بقيت ألسنة القوم فصيحة نقية من شوائب اللحن إلى عهد قريب، ومن شواهد ذلك ما كتبه فؤاد حمزة في كتابه (قلب جزيرة العرب) حيث قال:
"أفصح اللهجات وأقربها إلى الفصحى -في ما نعتقد- هي اللهجات اليمانية الواقعة ما بين جنوبي الحجاز وشمالي اليمن، وكثيرًا ما سمعنا أهل هذه البلاد يلفظون الكلمات من مخارجها الصحيحة، ويتكلمون بما هو أقرب إلى الفصيح من سواه، وبعض البداة من أهل المنطقة يُخرجون جملاً يظن منها الإِنسان أنهم تمرنوا في المدارس على إخراجها على ذلك النحو، بينما أن الحقيقة هي بخلاف ذلك، لأنهم يتكلمون بالسليقة وعلى البديهة فيجيء كلامهم فصيحًا معربًا لا غبار عليه.
ويستعملون ألفاظًا نظنها في الأقطار العربية المتمدنة مهملة ومتروكة ولكنهم هم يستعملونها على البداهة"
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 125