نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 123
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[24 - 04 - 2014, 04:10 ص]ـ
وفقنا الله وإياك إلى كل خير.
أما قولكم:
فكل من في هذا المنتدى –فيما أحسب- أبناء ثقافة واحدةٍ، ولديهم منهجٌ يعتنقونه، ويتواصون به، ويتناصرون عليه
فأقول: نعم كلنا أبناء ثقافة واحدة كما تقول، ونتواصى بها، ونتناصر فيها، وهي عقيدة السلف أصحاب الحديث أهل السنة والجماعة، لكن هذا لا علاقة له بكلامنا في هذا الخبر وردِّنا له، فإنا لما رددنا الخبر لم تكن حجتنا أن مالكا من أئمة السنة ونحن من أهل السنة فينبغي أن ننصره بحق أو باطل، وإنما رددنا ذلك بالحجة، فإن كان عندك شيء تبطل به حجاجنا فهلم به، وإن لم يكن فلا تدندن بأنكم تتعصبون وتقلدون، فقد بينّا في أول كلامنا الأول أننا لا نفعل ذلك تعصبا، وإنما هو شيء نعتقده أن هذا الخبر باطل.
وأما قولكم:
أما أنا فلي عقلٌ أعيش به
فكلنا لنا عقول ولله الحمد، ولسنا من جملة المجانين، لكن ذكرك لهذا بعد ذكرك للمنهج الذي نتواصى به يشعر بأنك ترى أن عقلك يغنيك عن اتباع طريقة أهل السنة والجماعة، وهيهات والله، الطريق واحدة، فلا تغررك نفسك وعقلك.
وأما قولكم:
مرادي من الاستشهاد بأنَّ من الصحابة من زنى، ومنهم من سرق –الذي لم يفهمه الأخ العمري- أنَّه لا يجب أن يكون شغلنا الشاغل تنزيه من نحب، والمبالغة في الدفاع عنهم، وإقالة عثراتهم
فأقول: إنني فهمت كلامك فهما أحسن من فهمك له، والمفهوم من كلامك الأول أنه كما جاز أن يقع من الصحابة بعض المعاصي فكذلك يجوز أن يقع من الإمام مالك لحن، فأخبرتك أن المعاصي شيء واللحن شيء آخر، وقد يكون المرء بريئا من اللحن مع غرقه في المعاصي.
أما زعمك أن المفهوم منه أنه لا ينبغي أن نشتغل بتنزيه من نحب والمبالغة في الدفاع عنه فلا أدري كيف يفهم ذلك منه، وإن كان هذا مرادك فما أحسنت البيان أول مرة.
وأما قولك:
لأني وجدت أغلبَ المتصدين للدفاع عن العلماء ينطلقون في ذلك من عاطفة دينية بحتة، فتراهم في سبيل ذلك يشككون في الحقائق الدامغة، ويردون الروايات المتواترة، وكأنهم يدينون الله بتبرئة هؤلاء العلماء من العيوب، وفي المقابل نراهم لا يتورعون عن وصم من لا يتفقون معهم بأبشع التهم، والاعتماد في تجريحهم على أوهى الروايات، وهذا منهجٌ مجافٍ للموضوعية التي ينبغي أن يتَّصِفَ بها أهل العلم.
فأقول: ليس لنا علاقة بهؤلاء الذين تتكلم عنهم، فأجبنا عما نقوله نحن، ولا تؤاخذنا بخطأ غيرنا.
فإننا ما شكَّكنا في الحقائق الدامغة، ولا رددنا الروايات المتواترة، ويا ليت شعري أرواية الوضَّاع التي وردت في كتاب للمبرد لا يكاد يعرفه أحد من الروايات المتواترة عندكم؟! وهل نسبة هذا اللحن الفاحش إلى الإمام مالك حقيقة دامغة لا تقبل الشك ولا الريب؟! وقد بينّا أنا العقل والقرائن تدل على بطلانها واختلاقها.
وكذلك لم نتَّهم من نختلف معهم بأبشع التهم، ولا اعتمدنا في تجريحهم على أوهى الروايات، فلا تحمل علينا ذنب غيرنا.
وإن المعلوم هو أن أهل السنة أعدل الناس وأرفقهم بالناس، وأن أهل البدع هم الذين يتهمون أهل السنة بكل عظيمة، ويرمونهم بكل فرية، وهذا شيء أوضح من أن يحتاج إلى دليل، ولو جُمعت أدلة هذا لكانت في مئات المجلدات.
فالحاصل أننا نريد أن ترد على كلامنا الذي هنا، وأن لا تلزمنا بفعل غيرنا وقوله.
وكذلك هنا:
هل تذكرون كيف انبرى أهل الديانة للذب عن ابن القيم والتماس الأعذار له حين أصدر محمد إبراهيم البنا كتاب نتائج الفكر، وكشف للناس كيف سطا عليه ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد، هذا مع أنَّ واقعة السطو ساطعة كسطوع الشمس في رابعة النهار؟ أترى لو كان الأمر بالعكس، وكان السهيلي –مع فضله وجلالة قدره- هو الذي سرق كتاب ابن القيم، أترى هؤلاء سيهبُّون هذه الهبَّةَ، ويغضبون هذه الغضبة؟!!
لا علاقة لنا بهذا الذي تتحدث عنه.
وأما قولكم:
ولماذا أذهب بعيدًا، هل رأيتم غضبة (بعضهم) بعد صدور كتاب البدري ومن بعده فيصل المنصور عن وضع ابن مالك للشواهد؟ أترى لو كان الوضَّاع الزمخشري أو المطرزي أو السكاكي، أو حتى عبد القاهر الجرجاني، أو غيرهم من أصحاب المذاهب غير المرضية أكنا سنرى هذه الغضبة؟!!
فقد كنتُ من أشد الناس مناصرة لما ذهب إليه الشيخ فيصل المنصور، وأهل الملتقى يعرفون ذلك عني.
فارجع إلى ما نحن فيه، ودع عنك بنيات الطريق.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 123