responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 122
أ - أن الحواضر كلها تدخل في ما حده العلماء من نهاية زمن الاحتجاج، وبعضها أسوأ حالا من بعض، فإذا دخلت في ذلك حواضر العراق وغيرها، وكان العربي الذي بحواضر العراق يحتج بكلامه فالذي بالمدينة حينئذ أولى بأن يحتج بكلامه، لأن المدينة كانت أبعد عن الأعاجم من حواضر العراق لقرب العراق من ديار الأعاجم.
ومع بعد المدينة عن ديار الأعاجم فقد كانت أيضا من أقرب الحواضر إلى ديار القبائل المشهورة بالفصاحة، كأسد وقريش وهذيل وغيرها، فإن المدينة بمكان وسط بين ديار هؤلاء.
فإذا احتج بكلام العربي الذي في البصرة والكوفة فالاحتجاج بكلام العربي الذي في المدينة أولى.
ب - إذا كان العربي من أهل الحاضرة في ذلك الوقت يحتج بكلامه وإن كان من عامتهم وجهالهم فكيف لا يحتج بكلام إمام مثل مالك -رحمه الله- حفظ القرآن صغيرا، وطلب الحديث، ولقي كبار الأئمة، وفصحاء الناس؟!
.
6 - أن الإمام مالكا -رحمه الله- عربي صليبة، ولم يكن من الموالي الذين تعلموا العربية، فهو عربي صليبة من حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
فهو عربي الأب والأم، وأمه أزدية من الأزد بن الغوث من كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، واسمها العالية بنت شريك الأزدية.
وقد ذكر العلماء في فضل الشافعي ومناقبه وفصاحته أن أمَّه أزدية، وأما أبوه فقرشي كما هو معلوم، فكذلك مالك -رحمه الله- أمُّه أزدية.
.
7 - أن مالكا -رحمه الله- كان يحث على تعلم لغة العرب، ويعرف عظم قدرها، ويعاقب من يفسر القرآن وهو غير عالم بها.
فهب أن مالكا أعجمي الأصل، أكان يجهل فضل العلم بلغة العرب، كيف وهو الذي يقول: "لا أوتى برجل غير عالم بلغات العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا"؟!
فإذا كان يعلم أن تفسير القرآن لا يكون من غير عالم بلغات العرب، فهل تراه كان زاهدا في تفسير القرآن ومعرفة معانيه حتى زهده ذلك في العلم بلغات العرب؟! معاذ الله أن يظن به ذلك، وهو إمام أهل الحديث.
ـــــــــــــــ
وأما قولكم: إن من الصحابة من زنى ومنهم من شرب الخمر فكيف يُستعظم اللحن من مالك؟
فنقول: لا تخلط بين الأمور، لا تخلط بين العصمة التي لا تكون إلا للأنبياء والرسل وبين البراءة من اللحن، فهذا شيء وذاك شيء.
وقد يكون الرجل مشركا -كما كان حال أكثر أهل الجاهلية- ثم لا تجده يلحن في حرف مدة عمره، فلا تخلط بين العصمة وبين البراءة من اللحن.
فنحن نقول: العربي في الجاهلية لا يقع منه اللحن وإن كان مشركا، فليس كلامنا عن المعاصي وإنما هو عن اللحن.
والله أعلم.

ـ[أبو محمد يونس المراكشي]ــــــــ[23 - 04 - 2014, 09:20 م]ـ
لله درك شيخي الغالي،رد علمي رصين يشوقك بعضه إلى بعض،وهذا ما قصدته حين حديثي عن أسلوبكم، فأسأل الله العلي القدير أن يبارك لكم في وقتكم وعلمكم وأن يرزقكم الفردوس الأعلى اللهم آمين.

ـ[تقنويه]ــــــــ[24 - 04 - 2014, 02:36 ص]ـ
أراك يا صاحب الموضوع سررت بنصرة العمري، وأبشر بمزيدٍ من السرور، فسينهمر الأنصار عليك انهمار السيل، فكل من في هذا المنتدى –فيما أحسب- أبناء ثقافة واحدةٍ، ولديهم منهجٌ يعتنقونه، ويتواصون به، ويتناصرون عليه، أما أنا فلي عقلٌ أعيش به، وأسأل الله أن يكون قائدي إلى الحق.
وأحب أن أوضح بعض الأمور:
أولًا: مرادي من الاستشهاد بأنَّ من الصحابة من زنى، ومنهم من سرق –الذي لم يفهمه الأخ العمري- أنَّه لا يجب أن يكون شغلنا الشاغل تنزيه من نحب، والمبالغة في الدفاع عنهم، وإقالة عثراتهم؛ لأني وجدت أغلبَ المتصدين للدفاع عن العلماء ينطلقون في ذلك من عاطفة دينية بحتة، فتراهم في سبيل ذلك يشككون في الحقائق الدامغة، ويردون الروايات المتواترة، وكأنهم يدينون الله بتبرئة هؤلاء العلماء من العيوب، وفي المقابل نراهم لا يتورعون عن وصم من لا يتفقون معهم بأبشع التهم، والاعتماد في تجريحهم على أوهى الروايات، وهذا منهجٌ مجافٍ للموضوعية التي ينبغي أن يتَّصِفَ بها أهل العلم.
هل تذكرون كيف انبرى أهل الديانة للذب عن ابن القيم والتماس الأعذار له حين أصدر محمد إبراهيم البنا كتاب نتائج الفكر، وكشف للناس كيف سطا عليه ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد، هذا مع أنَّ واقعة السطو ساطعة كسطوع الشمس في رابعة النهار؟ أترى لو كان الأمر بالعكس، وكان السهيلي –مع فضله وجلالة قدره- هو الذي سرق كتاب ابن القيم، أترى هؤلاء سيهبُّون هذه الهبَّةَ، ويغضبون هذه الغضبة؟!!
ولماذا أذهب بعيدًا، هل رأيتم غضبة (بعضهم) بعد صدور كتاب البدري ومن بعده فيصل المنصور عن وضع ابن مالك للشواهد؟ أترى لو كان الوضَّاع الزمخشري أو المطرزي أو السكاكي، أو حتى عبد القاهر الجرجاني، أو غيرهم من أصحاب المذاهب غير المرضية أكنا سنرى هذه الغضبة؟!!
ثانيًا: القول بأنَّ اللحن في اللغة يحول دون فهم القرآن والسنة واستنباط الأحكام –كما يقول الأخ المراكشي- غير مسلَّمٍ، فكلنا نعرف أنَّ من الصحابة أعاجم، وقد استحسن النبي -صلى الله عليه وسلم- عجمتهم في قراءة القرآن، فما بالك بغيره، عن جابر رضي الله عنه قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والأعجمي، فقال: اقرؤوا فكلٌ حسن، وسيأتي أقوام يقيمونه كما يقام القِدْحُ، يتعجلونه ولا يتأجلونه). رواه أبو داود، وصححه الألباني.
ثالثًا: إذا كنتم رددتم هذه الرواية فا قولكم في اللحن المشهور عن أبي حنيفه: (ولو بأبا قبيس) الذي رواه أبو قتيبة في تأويل مختلف الحديث ص 79
بقي أمرٌ لا علاقة له بصلب الحديث، وهو حديث الأخ العمري عن فصاحة الأزد وليته يزيدنا علمًا في هذا الجانب، فما عرفنا لأزد فصاحةً، والقبائل التي أخذت عنها اللغة معروفة، كقيس وتميمٍ وأسد، وأما الأزد فلم يسلم منهم إلَّا أزد السراة فقط، وأما أزد عمان وأزد غسان وأزد شنوءة فلم تؤخذ عنهم اللغة؛ لاختلاطهم بالأعاجم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ..
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست