نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1214
الذي أردتّه من قولي ذلك أنَّ معانيَ هذه الأبيات تشبِه النظم، وليس فيها روحُ الشِّعر. فلو وجدنا هذا البيتَ الذي أشرتَ إليه في منظومةٍ من منظوماتِ العقيدةِ، لم نَعِبه، ولكنَّا لا نقبَل أن يدَّعى أنّه قالَه عربيٌّ يُحتجّ بشعرِه. فسقوطُه إنما هو من جهةِ الزَّعم بأنه من معاني شعراءِ الاحتجاج. وحاشَ لله أن أريدَ أنَّ المعنى نفسَه ساقِطٌ إذا كان في حاقِّ موضعِه.
ـ[الحريري]ــــــــ[16 - 04 - 2012, 08:31 ص]ـ
أحسن الله إليكم.
هذا فيه نظر، والذي ينبغي أن تبقى المعاني بمعزل عن النظم وعن اللفظ الذي تؤدى به، فقد يخرج المعنى الجيد في النظم الرديء، وقد يخرج المعنى المعتاد المعروف في النظم الحسن، وكثير من شعر العرب - إن لم يكن أكثره- من هذا الثاني، معان معروفة متدوالة بينهم، يتفاضلون في نظهما وحسن تأديتها إلى السامع.
وأما قولكم سلمكم الله: (ولكنَّا لا نقبَل أن يدَّعى أنّه قالَه عربيٌّ يُحتجّ بشعرِه. فسقوطُه إنما هو من جهةِ الزَّعم بأنه من معاني شعراءِ الاحتجاج) فغريب، فإن مثل هذا البيت لا يمكن أن يرد من قبل المعنى وحده، فإن مثل هذه المعاني كثيرة في شعر من يحتج بشعره، وليس يمنع أن تكون مع وضوح معانيها واستقرارها عند الناس من فاخر الشعر وجيده. وليس لأحد أن يعيبها بكون معانيها معروفة عند الناس، فضلا عن أن يرد شيئا منها استنادا إلى المعنى وحده.
ويكفيك في ذلك أصدق كلمة قالها شاعر:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
وقول زهير:
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ... ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم الحساب أو يعجل فينقم
وقول ابنه كعب رضي الله عنه:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمول
ومثل هذا في شعر العرب كثير، ولكن لا يحضرني الآن، ومن التمسه وجده.
أفترى - بارك الله فيك ونفع بك- أنه يقبل من قائل أن يقول إن هذه الأبيات تشبه منظومات العقيدة، وإنه ليس فيها روح الشعر، ثم يجعل ذلك وحده دليلا يردها به، وينكر نسبتها إلى شعر العرب؟ أعلم أنك لا تقول ذلك.
والدليل على قضية لا يكون دليلا حتى يصدق على جميع أفرادها، وإلا امتنع أن يكون دليلا. وقريب من هذا قولكم: (فأمَّا ألفاظُ هذه الأبياتِ، فإنَّها سَهْلةٌ واضحةٌ، وليسَ فيها ألفاظٌ غريبةٌ. وهذا من أدلَّةِ وضعِها، إذْ لو كانت صحيحة النِّسبةِ إلَى العربِ الذين يُحتجُّ بشعرِهم، لكُنَّا نجِد فيها اللفظَ الغريبَ كما نجِد فيها اللفظَ السَّهْلَ. وهذا بيِّنٌ معلومٌ). وإن كنت أعلم أنك تريد مجموعها لا أفرادها، ولكن لا يصلح أن يكون هذا دليلا وإن كان فيه دلالة قوية، فإن العقل لا يحيل أن يجمع من شعر العرب مثل العدد بغير قصد ولا اختيار ثم لا يكون فيه شيء من الغريب، وإن كان يستبعد، فهذا مرجح قوي ولكنه ليس دليلا.
وجزاكم الله خيرا، ونفعنا بعلومكم، وأسأل أن يجعلكم من الأئمة الذين يحي الله بهم موات القلوب، وأن ينصر بكم وبإخوانكم العربية نصرا مؤزرا.
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[24 - 09 - 2012, 04:45 ص]ـ
أحصيتُ بنفسي عِدَّة الأبياتِ المقطوعِ بوضعها من جميع كتبِ ابن مالكٍ، فألفيتُها لا تقِلّ عن 630 بيتٍ.
وسببُ اختلافِ ما بينَ إحصائي، وإحصاءِ البدري -وهو 696 بيتٍ- أمورٌ منها:
-أن عددًا من الأبيات زعمَ البدريّ أنها غيرُ موجودةٍ في مصدر قبلَ ابن مالكٍ وهي موجودةٌ.
-أن هناك عددًا من الأبيات نسبَها ابن مالكٍ إلى شعراءَ يُحتجّ بشعرِهم، أو إلى من أنشدَها من العلماءِ إلا أنها لا توجَد في ما انتهى إلينا من المصادر. وقد حكمَ البدريّ على ابن مالكٍ بوضعها مكذِّبًا له في ما ادّعاه من تسميةِ القائلِ، أو المنشدِ. وهذا باطلٌ بلا شكٍّ. ولذلك لم يشملها الإحصاء.
-أن هناك أبياتًا لم نقع عليها قبلَ ابن مالكٍ، ولم ينسُبها ابنُ مالكٍ إلى أحدٍ، بيدَ أنها لا تشبِه شِعرَه، أو لم يتبيَّن فيها نفسُه كلّ التبيُّن، فجائزٌ أن يكون هو واضعَها، وجائزٌ أن لا يكون. وقد قطَع البدريُّ بوضعها. وهذا غيرُ مرضيّ، لأنَّ مجرَّد تفرّده بها لا ينهَض دليلاً بنفسِه على الوضعِ. وقد أخرجتُها أيضًا من الإحصاء.
-أن هناك عددًا من الأبياتِ الموضوعةِ لم يذكرها البدريُّ أدرجتُها في الإحصاء.
وأسبابٌ أخرى غير هذه.
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[03 - 04 - 2013, 12:14 ص]ـ
وكنتُ أهُمُّ بالكتابةِ عنه، فتأبَى عليَّ نفسٌ مولَعةٌ بالإرجاءِ، كارهَةٌ للخروجِ علَى الناسِ بما لم يألفُوه، إذْ كانُوا أسرَع شيءٍ تكذيبًا لما فارقَ العادةَ، وخرجَ عن الإلفِ. وهذا كثيرٌ في العامَّة، ومن يتقيَّلُهم من المتعلِّمينَ.
ما شاء الله عليك ..
ذهبية .. ذهبية ..
نفع الله بكم .. لله درُّك ..
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[05 - 04 - 2013, 06:22 ص]ـ
أسجل اعتراضي على طريقة الأخ الكريم طويلب لغة على الأخ ابن الصيرفي،،
إذ أراك أخي جنحت إلى الردّ كأنك تتحدث عن معصوم ..
وإذا لم يصب أخونا،، فإن ضربك صفحًا عن كلامه للمقصود من عبارته أفضل ..
أرجو المعذرة ..
وشكر الله لأخينا أبي قصيّ ..
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1214