نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1212
ـ[اليراع]ــــــــ[29 - 12 - 2011, 11:38 م]ـ
(2)
هذه الأبياتُ التي تفرَّد بها ابن مالكٍ إمَّا أن يكونَ قد جمعَها من كتبِ النُّحاةِ، فيكون قد سُبِقَ إلَى الاحتجاجِ بها، وإمَّا أن يكونَ هو الذي استخرجَها بنفسِه من بطونِ الدواوينِ.
ولا يجوز الاحتِمالُ الأوَّل، لأنَّ كثيرًا من كتبِ النُّحاةِ مطبوعةٌ مبذولةٌ، ولسنا نجِد هذه الأبياتَ فيها. وقد يُقبَل هذا لو كانَ ما تفرَّد به بيتًا، أو بيتينِ، أو قريبًا منها. كما أنَّ العلماءَ الذي كانُوا في وقتِه، وبعدَه وقد أدركُوا كثيرًا من كتبِ النَّحو قبلَ فِقدانِها كانُوا (يتحيَّرون في أمرِه) كما قالَ الصفديُّ (ت 764 هـ)، ولا يعرِفُون مصدرَ هذه الأبياتِ التي يَحتَجُّ بها، وفيهم أبو حيَّانَ (ت 745 هـ). وهو أوسَعُ اطِّلاعًا منه، وكثيرًا ما ردَّ عليه عليه دعوَى الإجماع بما ينقضُه من الخِلافِ. ومِثلُه عبدُ القادرِ البغداديُّ (ت 1093 هـ). وكانَ عالِمًا عارفًا بالكتب حاويًا لها. كما أنَّ شواهِد كتبِ النَّحو كما نرَى متقارِبةٌ معروفةٌ، فمِن المُحالِ أن يستخرجَ هذا المِقدارَ الكبيرَ من المفقودِ منها، لأنَّا إذا زعمنا أنَّ كلَّ كتابٍ منها تفرَّد بعشرينَ بيتًا لم يروِها غيرُه، ولم ينقلها عنه أحدٌ من العلماءِ المطبوعةِ كتبُهم، وهو عدَدٌ كثيرٌ، فمقتضَى ذلكَ أن يكونَ ابنُ مالكٍ قد اطَّلعَ على ثلاثينَ كتابًا من كتبِ النَّحو كلُّها لم يصِل إلينا، وكلُّها لم يقع عليه أحدٌ من أهلِ عصرِه، ولا من مَّن قبلَهم، ولا من مَّن بعدَهم. وهذا منَ المُحالاتِ التي يأبَاها أهلُ العقلِ، والمعرِفةِ.
وأمَّا الاحتِمال الثاني، وهو أن يكون قد استخرجَها من بطون الدواوينِ، فغيرُ جائِزٍ أيضًا، لأنَّه ليسَ في كلِّ قصيدةٍ يوجَد شاهدٌ. وذلكَ أنَّ أكثرَ الشواهِد إنما هي شواهدُ على مسائلَ نادرةٍ قليلةِ الورودِ. وإذا قلنا: إنَّ في كلِّ قصيدةٍ شاهدًا علَى مسألةٍ، وقلنا: إنَّ متوسِّطَ القصيدةِ عشرون بيتًا، فلا بُدَّ أن يكونَ ابن مالكٍ قد اطَّلَع على ما لا يَقِلُّ عن سبعِ مئةِ قصيدةٍ، أو على أربعةَ عشرَ ألفَ بيتٍ لم يطَّلع عليها أهلُ عصرِه من مَّن هم أمسُّ منه بالشِّعر، وأجمعُ له. وهذا من الأمورِ التي لا يقبَلها العقلُ الصحيحُ.
وإذن، فلا ريبَ أنَّه هو الذي وضعَها.
يُتبع
لست ذا علم حتى أخوض في هذه القضية الشائكة بل متعلم جاهل لا مكان له هنا. وفي نظري القاصر أن الإحتمال الأول وارد، فإن كثيرا من الكتب اندرست وفقدت ولقد كان ابن تيمية تشكل عليه الآية فيراجع مئة تفسير!! وأينها الآن؟؟ ثم إن عدم صحة هذه الإحتمالات - وهي واردة- تجعل المسألة واضحة لكل عاقل ولا يشك فيها، فكيف لا يفطن فحول العلماء إلى هذا! فهم إما أنهم لم يقروا بهذه الإحتمالات ولم يتفطنوا إلى أنها مصنوعة وهذا لا يصح لمخالفته للعقل الصحيح، أو أنهم أقروا بها وتصوروها مع قربهم لزمنه فحملهم هذا على عدم القول بأنه صانع لها وهذا متصور وأقرب. والإحتمالات كثيرة فتكون بعض الأبيات من كتب نحوية مفقودة وبعضها من دواوين لم تصل إلينا وبعضها كان مشهورا إلى زمن ابن مالك وبعضها بقي مشهورا إلى زمن بعده وهكذا، وأيضاً ابن مالك سبق غيره بمثل الإحتجاج بالحديث. والعذر من الزلل والخطأ فلست بذي علم ولا هذا المكان يناسبني ولكن متطفل فاعذروني.
ـ[اليراع]ــــــــ[29 - 12 - 2011, 11:41 م]ـ
أحسب أنكم تقولون: ما دمت جاهلا متعلما فلم كتبت هنا!!
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[05 - 01 - 2012, 05:51 م]ـ
قال العتابي: لو سكت مَن لا يعلم، لسقط الاختلافُ.
ـ[اليراع]ــــــــ[08 - 01 - 2012, 11:00 ص]ـ
صدق وصدقت وما جعلني أشارك كون ما أريد قوله في الاحتمالات وإمكان وقوعها لا في اللغة ذاتها، فالعذر. وأختم بقول الشيخ فيصل المنصور وقد نقلته من تويتر: “@ faysalalmansour: (وكيف يخفى هذا على العلماء قبلنا؟!) حجّة مشركيّة خبيثة لا يزال الجهلة، والمقلّدون يرفعونها في وجوه المجدّدين المجتهدين في كل عصر! ”
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[07 - 02 - 2012, 04:44 م]ـ
ويستدرَك على ما حكمَ عليه البدريّ من الشواهد بالوضعِ لأنه لم يجده بزعمه في مصدر قبل ابن مالك ما أنشدَه ابن مالك، وهو قول الشاعر:
يا ربّ ذي لقحٍ ببابك فاحشٍ ... هاعٍ إذا ما النّاس جاعُ، وأجدبوا
فقد روَى هذا البيت أبو بكر الأنباري (ت 328 هـ) في (شرح القصائد السبع)، وهو فيه بتحقيق هارون (جاعُوا، وأجدبوا). وهو خطأ مَحضٌ.
ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[07 - 02 - 2012, 05:46 م]ـ
كلما قرأتُ لك ازداد إعجابي بك أيها المبارك.
ـ[حسيب]ــــــــ[08 - 02 - 2012, 07:22 م]ـ
ويستدرَك على ما حكمَ عليه البدريّ من الشواهد بالوضعِ لأنه لم يجده بزعمه في مصدر قبل ابن مالك ما أنشدَه ابن مالك، وهو قول الشاعر:
يا ربّ ذي لقحٍ ببابك فاحشٍ ... هاعٍ إذا ما النّاس جاعُ، وأجدبوا
فقد روَى هذا البيت أبو بكر الأنباري (ت 328 هـ) في (شرح القصائد السبع)، وهو فيه بتحقيق هارون (جاعُوا، وأجدبوا). وهو خطأ مَحضٌ.
أحسن الله إليك أستاذنا الكريم
ولكن ألا يمكن أن تكون رواية البيت على النحو الآتي:
يا ربّ ذي لقحٍ ببابك فاحشٍ ... هاعٍ إذا ما النّاس جاعُوا واجدبوا
بوصل المقطوع بدلا من حذف الضمير؟ وأيهما أولى بالاعتبار؟
جزيتم كل خير
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1212