responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1207
ما الذي دأبه احتياط، وحزمٌ ... وهواه أطاعَ يستويان) [شرح التسهيل 1/ 235].
وهذا البيت الذي نسبَه إلى بعض الطائيين إنما هو من وضعِه!
4 - قالَ: (وأما أبو الحسن الأخفش، فيرى ذلك حسنًا. ويدل على صحة استعمالِه قولُ الشاعر:
خبيرٌ بنو لِهب، فلا تكُ ملغيًا ... مقالةَ لِهبيٍّ إذا الطيرُ مرَّتِ) [شرح التسهيل 1/ 273].
فانظر كيفَ جعلَ الدليلَ على صِحة الاستِعمالِ بيتًا من وضعِه هو!
5 - قالَ: (ومن حججِ البصريين قولُ الشاعر:
خيرًا المبتغيه حازَ، وإن لم ... يقضَ، فالسعي بالرشاد رشادُ) [شرح التسهيل 1/ 303].
وهذا البيتَ الذي زعمَ أنه من حججِ البصريِّين إنما وضعَه هو!
6 - قالَ: (والتزَمَ الزمخشري كون مجرورها [يعني حتَّى] آخرَ جزء، أو ملاقيَ آخر جزء. وهو غير لازم. ومن دلائل ذلك قول الشاعر:
إن سلمى من بعد يأسيَ همَّت ... لوصال لو صحَّ لم يبقِ بوسا
عينت ليلة فما زلتُ حتَّى ... نصفِها راجيًا، فعدتُّ يئوسا) [شرح التسهيل 3/ 168].
وهذان البيتانِ اللذانِ جعلَهما دَليلاً إنما هما من وضعِه. وذلكَ لينصرَ مذهبَه، ويبطِل قولَ الزمخشريِّ!
7 - قالَ في (الكافية الشافية):
كقولِ بعضِ الفصحاءِ منشِدا ... لم يُعنَ بالعلياءِ إلا سيِّدا
ولا يُعرَف أحدٌ أنشدَ هذا البيت قبلَه، وإنَّما هو الذي اختلَقَه، وأنشدَه! وقد ذكرَ بعدَه في الشرح:
* ولا شجَا ذا الغيِّ إلا ذو هدى *
واستشهدَ في الموضعِ نفسِه بأبياتٍ من الرجزِ موضوعةٍ أيضًا، منها:
* وإنما يرضِي المنيبُ ربَّهُ *
* ما دامَ معنيًّا بذِكرٍ قلبَهُ *
وسِمةُ الوضعِ على هذه الأبياتِ بيِّنةٌ من جهةِ اللفظِ، والمعنَى. وإذًا فهل كانَ ابنُ مالكٍ على هذا القدرِ من الاعتدادِ بنفسِه؟ وهل كانَ يعتقِد أنَّه من الفُصحاءِ الذين تؤخذ عنهم اللُّغة كالعجَّاج، ورؤبةَ؟ لا ندرِي، فللنفوسِ أسرارُها، ودفائِنُها!
وليسَ أدلَّ على بُطلانِ من قالَ: إنَّه أرادَ بذلكَ التمثيلَ، والاستئناسَ أنَّ جميعَ مَن أتَى بعدَه كانوا يظنُّون أنَّ هذه الأبياتَ من كلامِ العربِ الذينَ يُحتَجُّ بهِم، فهذا أبو حيَّانَ يجتهِدُ في (التذييل والتكميل 1/ 243) في توجِيه بيتٍ وضعَه ابن مالكٍ، وهو:
خليليَّ ما إن أنتما الصادقا هوًى ... إذا خِفتُما فيه عَذولاً، وواشيا
قالَ أبو حيَّانَ: (ولا حُجَّة في هذا البيت على ما زعمه المصنف من أن النون حُذِفت لتقصير الصِّلة، لأنه يجوز أن تكونَ حُذفت للإضافة، فيكون هوًى مخفوضًا بإضافة اسم الفاعلِ إليه ...). ولو عَلِم أنَّ ابنَ مالكٍ هو واضِع هذا البيتِ الذي شغلَ نفسَه بتأويلِه، (لما قصَّر في تقريعِه، ولما هابَ استسقاطَ كتبِه كلِّها) كما قالَ صاحبُنا أبو سهلٍ، لأنَّ التدليسَ خَصلةٌ ذَميمةٌ، وخَلَّةٌ قبيحةٌ. وهو من مَّا يقدَح في تمامِ الأمانةِ، وكمالِ الثِّقَة. ومَن تلبَّسَ به، فقد أضاعَ الوِلاية التي جُعِلَ إزاءَها، وخاصَّةً إذا أدَّى ذلك إلى جَلْبِ مغنَمٍ، أو دَفعِ مَغْرَمٍ، كنصرةِ مذهبٍ، أو إسكاتِ خَصْم، أو تكثُّرٍ بالسَّماعِ. على أنَّ الحقَّ وإنْ خفِي على بعضِ النَّاسِ في بعضِ الأزمانِ، فإنَّه لا يخفَى على كلِّ النَّاسِ في كلِّ الأزمانِ!
ومهما تكنْ عندَ امرئٍ من خليقةٍ ... وإن خالَها تخفَى على النَّاسِ تُعلَمِ
وإذا كانَ ابنُ مالكٍ كما ذكرنا، وكانَت تُهَمةُ الوضعِ عليه ثابِتةً، فكَمْ عِدَّةُ الأبياتِ التي وضعَها؟ وهل هي كما ذكَر البدريُّ؟
لعلَّ ما ذكرَه البدريُّ مقارِبٌ للصَّوابِ، ولكنَّه لعجَلتِه، وقلَّة تثبُّتِه يتَّهِم ابن مالكٍ بالكذبِ في ما نسبَه إلى أحدٍ بعينه من ما لم يجِده في مصدَر قبلَه، كالأبياتِ التي نسبَها إلَى حسَّان، ومعاويةَ، وابن أبي كاهلٍ، وحُميد بن ثَور، وفي ما نسبَه إلَى بعضِ العلَماءِ كأبي الحسن الأخفش، وأبي علي الفارسي، وابن طاهرٍ، وغيرِهم. وابن مالكٍ كما ذكرتُ ليس بكذَّابٍ، وإنْ كان مدلِّسًا. وعَددُ الأبياتِ التي وضعها ابن مالكٍ كما أحصاها البدريُّ ستُّ مئةٍ وستةٌ وتسعونَ بيتًا. فإذا أسقطنَا منها ما نسبَه ابن مالكٍ إلى شخصٍ بعينِه، وما ذكرَ أن بعضَ العلماء أنشدَه، وأبياتًا زعمَ البدريُّ أنَّها لم ترِد في مصدرٍ قبلَ ابن مالكٍ وقد ورَدت، ثمَّ ألحقنَا بها ما لم يُدخِله في الحِسبةِ، كقولِ ابن مالكٍ:
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست