responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1208
يهولُك أن تموتَ وأنت مُلغٍ ... لما فيه النَّجاةُ من العذابِ
كانَت عِدَّتُها في ما أقدِّر نحوًا من ستِّ مئةِ بيتٍ وخمسينَ بيتًا قد تنقص عن ذلك، وقد تَزيدُ. واستقصاؤها على وجهِ الدقَّة، والاستيعابِ يحتَاج إلى بحثٍ آخَرَ مفصَّلٍ.
ومِن الأبيات التي غابَ عن البدريِّ موضعُها في الكتبِ التي قبلَ ابن مالكٍ على سبيلِ التمثيلِ، وليس على سبيلِ الحصر:
1 - ما أنشدَه ابن مالكٍ عن أبي علي الفارسيِّ:
إنَّ ابن أحوصَ معروفٌ، فبلِّغُه ... في ساعديهِ إذا رامَ العلا قِصَرُ
قالَ البدريُّ: (وهذان البيتان [يريد ُهذا البيتَ، وبيتًا ذكَرَه قبلَه] من ما صنعَه هو، ولم يردا في أي مصدر قبله).
قلتُ:
بل وردَ قبلَه، فقد ذكرَه ابن جني (ت 392 هـ) في (المحتسب)، وغيرُه. وذكرَ ابن عصفور (ت 669 هـ) في (ضرائر الشعر) أن أبا علي الفارسيَّ (ت 377 هـ) أنشدَه.
2 - اتَّهم البدريُّ ابن مالكٍ بأنه وضعَ هذا البيت الذي نسبَه إلى ابن طاهر (ت 580 هـ) في تعليقه على كتاب سيبويه:
وليس بمعييني وفي الناس مُمتعٌ ... صديقٌ إذا أعيا عليَّ صديقُ
بحجَّة أنه لم يرِد في أي مصدر قبله.
وبلَى، قد ذكرَه ابن عصفور في (ضرائر الشِّعر)، و (شرح جمل الزجاجي) كما أفاد محقِّق (التذييل والتكميل) حسن هنداوي.
3 - زعمَ أنه وضعَ أيضًا قولَه:
لإِن كان حبِّيك لي كاذبًا ... لقد كان حُبِّيك حقًّا يقينا
وقد ذكر حسن هنداويّ أنه في شرح الحماسة للأعلمِ الشنتمري (ت 476 هـ).
4 - زعمَ أن ابن مالك وضعَ هذا البيت:
من القوم الرسولُ الله منهم ... لهم دانت رقابُ بني مَعَدِّ
وأنه (ليس ثَمّ ما يدل على جواز دخول "أل" على الجملة الاسمية غير هذا الشاهد)، وذكرَ أنه (يجب أن تحذَف هذه المسألة من كتب النحو). وهذه خِفَّة، وتهوُّرٌ، وقَطع قبلَ التحقُّق! فقد روَى هذا البيتَ الزجاجيُّ (ت 340 هـ) في (اللامات)، ورواه أبو البركات الأنباري (ت 577 هـ) في (الإنصاف) مع اختلاف في رواية العجُز.
5 - زعمَ أيضًا أنه وضعَ قولَه:
إن النجاةَ إذا ما كنتَ ذا بصَرٍ ... من جانب الغَيِّ إبعادٌ، وإبعادُ
وهذا البيت روَاه أبو علي القالي (ت 356 هـ) في (أماليه) برواية:
إن النجاء إذا ما كنتَ في نفرٍ ... من أجَّة الغيِّ إبعادٌ، فإبعادُ
وهو للأفوه الأوديِّ. ولعلَّ اعتمَاد البدريِّ علَى أقراصِه خدعَه عن الوقوع على هذا البيت لاختلافِ روايتِه.
6 - زعمَ أيضًا أنه وضعَ قولَه:
* من اللواتي، والتي، واللاتي *
* يزعمن أني كبِرت لداتي *
وقد روَاه أبو عبيدة (ت 209 هـ) في (مجاز القرآن)، وغيرُه.
7 - زعم أيضًا أنَّ ابن مالك وضعَ بيتًا نسبَه إلى أمية بن أبي عائذ الهذلي، وهو:
فهل لك أو من والد لك قبلنا ... يوشِّح أولاد العِشار، ويفضلُ
وهذا البيت ثابِتٌ في (شرح أشعار الهذليين) للسكَّريِّ (ت 275 هـ).
8 - زعمَ أنَّه وضعَ بيتًا، ونسبَ إلى ثعلب (291 هـ) أنه أنشده، وهو:
واهٍ رأبتُ وشيكًا صدْعَ أعظُمِه ... وربَّه عطبًا أنقذتُ من عطَبِهْ
وقد صدَق ابن مالكٍ في هذا، فقد ذكر أبو بكر الأنباري (ت 328 هـ) في (الزاهر في معاني كلام الناس) أنَّ أبا العباس ثعلبًا أنشدَهم هذا البيت. ورواه أيضًا أبو منصور الأزهري (ت 370 هـ) في (التهذيب) عن أبي الهيثم الرازيِّ (ت 276 هـ).
9 - نسبَ ابن مالك بيتًا لحُميد بن ثور، وهو:
وأمات أطلاء صغار كأنها ... دمالج يجلوها لتنفق بائعُ
وكذَّبَه البدريُّ في هذا بحجَّة أنه لا يوجَد في مصدر قبلَه. وبلَى، هو في (منتهى الطلب) لابن ميمون (ت 597 هـ).
10 - قالَ ابن مالك: (... فمن ذلك ما أنشد الفارسي في التذكرة من قول الشاعر:
يحايي بها الجلْدُ الذي هو حازِمٌ ... بضربة كفَّيه الملا نفسَ راكبِ).
قالَ البدريُّ معلِّقًا على هذا: (ولم أجد ذكرًا لهذا البيت قبلَ ابن مالكٍ. وكتاب التذكرة لأبي علي الفارسي مفقودٌ. والراجح لديَّ أن البيت من مخترَعات ابن مالك). وإذا كانَ كتاب (التذكرة) مفقودًا الآنَ، فلمْ يكن مفقودًا في عصرِ ابن مالكٍ، ولم يزل العُلَماء يذكُرونَه، وينقُلونَ عنه حتَّى عصرِ عبد القادر البغداديِّ (ت 1093 هـ)، حيث ذكرَه في (خزانة الأدب) من جُملةِ مراجعِه، ونقلَ عنه، فحتَّى لو كانَ ابن مالكٍ كذابًا كما زعمَ البدريُّ، فلن يبلُغ به الحمقُ، والغَباءُ أن ينسب إلى كتابٍ معروفٍ في عصرِه ما ليس فيه، لأنَّ بإمكانِ كلِّ أحدٍ أن يرجِعَ إليه، فيقِف على كذبِه.
علَى أنَّ هذا البيتَ قد أنشدَه أبو عليٍّ الحاتمي (ت 388 هـ) في كتابيه (الرسالة الموضحة في ذكر سرقات أبي الطيب)، و (حلية المحاضرة)، ونسبَه إلى ذي الرمة، وذكرَ بيتًا قبلَه، وبيتًا بعدَه.

وقد تمَّت هذه المقالةُ بحمد الله. ونرجو أن نكونَ قد أصبنا ثُغْرةَ الحقِّ، وسواءَ القصدِ على شِرعةٍ من العَدْلِ، والإنْصافِ. والله الموفِّق.

29/ 8/ 1432 هـ

ـ[أبو سهل]ــــــــ[31 - 07 - 2011, 03:03 م]ـ
وأيضًا يا أبا قصي، فقد ذكّرتني حين قلتَ: ونرجو، في ختام مقالتك، أدبًا لأبي عثمان الجاحظ كأنك قد أخذتَ نفسك به، وأنا أسوقه لك لنفاسته وجلاله، ذكر كلامًا قال فيه:
(وأرجو أن يكون مرضياً، ولم أقلْ أرجو لأني أعلمُ فيه خللاً، ولكنّي أخذتُ بآدابِ وجوهِ أهلِ دعوتي وملَّتي، ولغتي، وجزيرتي، وجيرتي؛ وهم العرب، وذلك أنّه قيل لصُحَارٍ العبديّ: الرجل يقول لصاحِبه، عنْدَ تذكيره أياديَه وإحْسانه: أما نحنُ فإنّا نرجو أن نكونَ قدْ بلغْنا من أداءِ ما يجبُ علينا مبلغاً مُرضِياً، وهُوَ يعلم أنّه قَدْ وفّاه حَقّه الواجبَ، وتفضّل عليه بما لا يجب، قال صُحار: كانوا يستحبُّون أن يَدَعُوا للقول متنفَّساً، وأن يتركوا فيه فضلاً، وأن يتجافَوا عن حَقٍّ إن أرادوه لم يُمنَعوا منه.
فلذلك قلت أرجو، فافهَمْ فَهّمَكَ الله تعالى).
ونحن نقول لك، قد أحسنتَ وزدتَ، ولم ترض بما هو دون الكمال، على ما علمتُ من بعد مكتبتك عنك، فبارك الله لنا فيك.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست