نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1204
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[25 - 07 - 2011, 08:03 م]ـ
لله درك يا أبا قصي، عَمْري لقد أحسنت أيما إحسان، وقد كنت أقرأ بعض شواهد النحو فلا أشك أنها مصنوعة مكذوبة لكني لم أكن أعلم أنها لابن مالك عفا الله عنه، فمن ذلك قوله:
دريت الوفي العهد يا عرو فاغتبط ** فإن اغتباطا بالوفاء حميدُ
فأسأل أهل العقول والألباب: هل يقول هذا عربي يحتج بشعره؟ لو كان شعر العرب هكذا لكنتُ أول من يعيبه ويذمه ويتبرأ منه.
وكذلك قوله:
إنارة العقل مكسوف بطوع هوى ** وعقل عاصي الهوى يزداد تنويرا
من كان يصدق أن هذا من شعر العرب الذين يحتج بشعرهم فليبك على نفسه، وليسأل الله عقلا فإنه لا عقل له.
وإننا -يا أبا قصي- لننتظر باقي بحثكم النافع المفيد.
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[26 - 07 - 2011, 03:15 م]ـ
بوركتَ يا أستاذ صالح.
ومن كانَ مثلَك بصيرًا بشِعر العربِ، حافِظًا لعيونِه، لم يشكَّ في ذلك.
وأينَ هذه الأبيات من أبياتِ الحماسة، والمفضلياتِ، ومِن الأبياتِ التي استشهدَ بها سيبويه في كتابه؟
والبيت الذي ذكرتَه كان في نيتي أن أورِده في الكلام على المعاني.
لقد استمتعت بقراءة المقال
والردود والمناقشات
مع أني لست متخصصا في اللغة
بارك الله في الجميع
ـ[أبو سهل]ــــــــ[28 - 07 - 2011, 03:47 م]ـ
ما أجمل البحث إذا أسفر وجهه عن حقيقة غائبة، أو أحدث للناس علمًا جديدًا غير معروف، ولا سيما إذا كان ذلك مما أخفي على الناس مدّة طويلة، وصار عندهم كالحجة الثابتة.
وهذا البحث الممتع - فيما أرى - أردُّ على المرء من دراسة بعض مناهج النقد الحديثة، بل سبيل هذا البحث في منهجه أن يدرّس طلاب الجامعات، ونعم الشيء المثالُ يكون حيًّا واقعًا وقريبًا بيّنًا.
وعفا الله عن ابن مالك فإني أحسب لو أنّ أباحيّان نُشرَ فرأى وصحّ عنده ما قرف به ابن مالك لما قصّر في تقريعه، ولما هاب استسقاط كتاب ابن مالك كلّه. وكان ويكون له في ذلك عذر ووجه. وكأنكّ يا أباقصيّ حين قلتَ: (وأمرٌ آخَر يَدُلُّك على أنَّ واضعَ هذه الأبياتِ شخصٌ واحِدٌ، وهو أنَّك إذا تصفَّحتَ ألفاظَها، ألفيتَها متقارِبةً، ووجدتَّ اللفظَ منها مكرَّرًا في أكثرَ من موضعٍ. وذلكَ أنَّ لكلِّ امرئٍ خِزانةً من اللفظِ لا يكادُ يجاوِزُها)، كنتَ تنظر إلى قول أبي عثمان الجاحظ حين قال: (ولكلِّ قَوْمٍ ألفاظٌ حظِيتْ عِنْدَهم، وكذلك كلُّ بليغٍ في الأرض وصاحِب كلامٍ منثور، وكلُّ شاعِرٍ في الأرض وصاحِبِ كلامٍ موزون؛ فلا بد من أن يكون قد لهجَ وألف ألفاظاً بأعيانها؛ ليديرَها في كلامه، وإن كان واسعَ العلمِ غزيرَ المعاني، كثيرَ اللَّفظ).
ـ[أبو سهل]ــــــــ[28 - 07 - 2011, 05:21 م]ـ
وأنا في هذا القضيّة أعجبُ من شيءٍ واحد فقط، وهو انصراف عامة من أتى بعد ابن مالك عن التوقف في أمر هذه الأبيات وعن التثبّت والتّحقّق، وعن رؤية من يردّها إلى سعة اطّلاع ابن مالك وإلى حفظه ورايته إلا ما لا يذكر من بعضهم، فأمّا أنا فأردُّ ذلك إلى شيء واحد فقط ولا أعرف غير هذا الشيء الواحد، وهو أنهم كانوا إذا وجدوا البيتَ الفذّ وليس إلى جنبه غيره، والشاهد وليس معه أخوه قطعَ ذلك عليهم سبيلَ التعرّف والاستدلال، وطريق التّذوق والتمييز، فظنّوا أنها من ضوال الكلام، ومن مُقَلّدات الأشعار (أي: شواردها)، ولأجل ذلك لمّا قيل لابن المقفّع: ما لك لا تجوز البيتين والثلاثة، قال: إنْ جُزْتُها عرَفوا صاحبَها. والله تعالى أعلم.