responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1203
واثقتُ ميَّة لا تنفكُّ ملغِيةً ... قولَ الوشاةِ، فما ألغت لهم قِيلا
وقولُه: (منتصِرًا) من ألفاظِ معجَمه التي يكرِّرها. ومنه قولُه:
بنصرِكم نحن كنتم ظافرينَ وقد ... أغرَى العِدا بكم استسلامُكم فشَلا
وتأمَّلْ فسُولةَ هذا البيتِ، وسوءَ نظمِه!
وقولُه:
لما رأَى طالبُوه مُصعَبًا، ذُعِروا ... وكاد لو ساعَد المقدورُ ينتصِرُ
وقولُه:
لولا زهيرٌ جفاني كنتُ منتصِرًا ... ولم أكن جانحًا للسّلم إذْ جنَحوا
وقولُه في هذا البيتِ (جفَاني) من الألفاظِ المكرَّرةِ، كقولِه:
وإن تجفُه يومًا، فليس مكافئًا ... فيُطمِعَ ذا التزويرِ، والوشيِ أن يُصغِي
وقولِه:
جفُوني، ولم أجفُ الأخلاءَ، إنَّني ... لغيرِ جميلٍ من خليلي مهمِلُ
و (الأخلاء)، ومشتقاتُها كثيرةٌ جِدًّا في أبياتِه هذه.
وقولُه: (جانحًا للسّلم) قد كرَّره في قولِه:
أذلاًّ إذا شبَّ العِدا نارَ حربِهم ... وزهوًا إذا ما يَجنَحُونَ إلى السلمِ
وقولِه:
لا يَغرنَّكم ألاءِ من القو ... مِ جُنوحٌ للسلمِ، فهْو خِداعُ
وقولِه:
كي تجنَحونَ إلى سلمٍ وما ثُئرت ... قتلاكمُ ولظَى الهيجاءِ تضطرِمُ
وذكرَ (الجُنُوح) في قولِه:
لزِمنا لدن سالمتمونا رفاقَكم ... فلا يكُ منكم للخلاف جُنُوحُ
وقد مرَّ بك أيضًا قولُه: (يك للصبابة جانحا).
و (السّلم)، و (الحرب)، و (الموالي)، و (العِدا) من الألفاظِ التي يُكثِر من تَردادِها في هذه الأبياتِ.
ومن ذلك أيضًا وَلوعه بكلمةِ (مولَع) مع قلةِ ورودِها في الشِّعر القديمِ الذي يُحتَجُّ به، فمن ذلك قولُه:
خُمولاً، وإهمالاً وغيرُك مولَعٌ ... بتثبيتِ أسبابِ السيادة، والمجدِ
ومرَّ بك أيضًا تَكرار (الإهمالِ) في قوله: (لغير جميلٍ من خليلي مهمِل) مع أنك لا تكادُ تجِدها في شِعر مَن يُحتجُّ به بهذا المعنَى. كما كرَّر (الخمول) في قولِه:
رأيتُك أحييتَ النَّدَى بعد موتِه ... فعاشَ الندى من بعد أن هو خامِلُ
وقولُه:
تُمَلُّ الندامى ما عداني لأنني ... بكلِّ الذي يهوَى نديمي مولَعُ
ولا يخفَى عليكَ نُزرَةُ (لأنَّ) في الشعر القديم، وشيوعُها لدى المتأخِّرين.
وقولُه:
لغير مغتبِطٍ مغرًى بطَوع هوًى ... ونادِمٍ مولَعٍ بالحزْم، والرشَدِ
وقولُه:
إذا كنتَ تهوَى الحمدَ، والمجدَ مولَعًا ... بأفعالِ ذي غَيٍّ، فلستَ براشدِ
وقولُه:
حبَّذا الصبرُ شيمةً لامرئٍ را ... مَ مباراةَ مولَعٍ بالمعالي
ومن ذلك أيضًا لفظُ (ألغَى)، فإنه من لوازِمه، مع أنك لا تكادُ تجِده في شِعر مَن يُحتجُّ به. وانظر قولَه:
خبيرٌ بنو لِهبٍ، فلا تَكُ مُلغيًا ... مقالةَ لِهبيٍّ إذا الطيرُ مرَّتِ
وقوله:
يهولك أن تموتَ وأنتَ مُلغٍ ... لما فيه النَّجاةُ من العذابِ
وقوله:
فتًى هو حقًّا غيرُ مُلغٍ فريضةً ... ولا يتخذْ يومًا هواه خليلا
وقوله:
ومن يلغِ أعقابَ الأمورِ، فإنَّه ... جديرٌ بهُلكٍ آجِلٍ، أو معاجِلِ
وقوله:
وألغِ أحاديثَ الوشاةِ، فقلَّما ... يحاوِل واشٍ غيرَ تغييرِ ذي وُدِّ
وقد مرَّ بك قولُه: (لا تنفكُّ ملغيةً) في بيتٍ سابقٍ.
وكذلك سائرُ ألفاظِه، فإنه لا يكادُ يخرج عن ذكرِ (الهوَى)، و (الشغف)، و (الوشاية)، و (العذل)، و (الحب)، و (المودة)، و (الصبابة)، و (الرضا)،، و (اللطف)، و (الإباء)، و (البغي)، و (الرجاء)، و (الأمل)، و (الخوف)، و (الوقاية)، و (الندى)، و (البذل)، و (العطاء)، و (الرفد)، و (الجود)، و (الغنَى)، و (الإذعان)، و (الهوان)، و (الأسى)، و (المكافأة)، و (العاقبة)، و (الرشد)، و (الأمن)، و (العون)، و (النجدة)، و (الخيبة)، و (الطاعة)، و (الطمع)، و (الرحمة)، و (النجاح)، و (الظفر)، و (الطِّيب)، و (العيش)، و (الحقّ)، ومشتقاتهنَّ، وأمثالهنَّ. وكلُّها كما ترَى ألفاظٌ متقارِبةُ المعنَى، وكلُّها أيضًا دالَّةٌ على معانٍ غيرِ حسيَّةٍ.
كما أنَّك تجِد في هذه الألفاظِ ما لا يقَع في كلامِ العرب الأوائلِ على ذلك الوجهِ، كقولِه:
قلوبُكما يغشاهما الأمن عادةً ... إذا منكما الأبطال يغشاهمُ الذعرُ
فقولُه: (عادةً) وإن كانَ لفظًا عربيًّا صحيحًا، فإنَّ العربَ لا يضعُونَه هذا الموضعَ، وإنما هو من استعمال المتأخِّرين.
ومنها ألفاظٌ قلَّما وُجِدت في شِعرٍ جاهليٍّ، أو إسلاميٍّ، كقولِه:
أرضُنا اللتْ أوَتْ ذوي الفقر، والذلْ ... لِ، فآضُوا ذوي غِنًى، واعتزازِ
فإنَّ كلمة (اعتزاز) من مَّا لا يكادُ يوجَد في شِعر مَن يُحتَجُّ به. وقد كرَّرَها مع لفظِ (الغِنَى) في قولِه:
ليسَ يَنفكُّ ذا غِنًى، واعتزازٍ ... كلُّ ذي عِفَّةٍ مُقِلٍّ قَنُوعِ
وقد مرَّ بكَ أن كلمة (ينفكّ) من لوازِمه أيضًا.
وكذلك قولُه:
أما عطاؤُك يابنَ الأكرمينَ، فقد ... جعلتَ إيَّاه بالتعميمِ مبذولا
و (التعميم) كلمةٌ مولَّدة في ما أعلَم. وهي كثيرةٌ في كلامِ المتأخِّرينَ.
وقولُه:
عيَّنتْ ليلةً، فما زِلتُ حتَّى ... نصفها راجيًا، فعدتُّ يئوسا
و (عيَّن) لا يُعرَف استعمالُه في العصرِ الأوَّلِ بمعنَى (خصَّص) متعدِّيًا، وإنما يقال: (عيَّن عليه). وهو كذلك من مَّا لا يوجَد في شعرٍ صحيحٍ في ما أعلَم.
ولعلَّ في هذا المِقدارِ كفايةً، فإن كنتَ فطِنًا لقِنًا طالبًا للحقِّ، لم تحتَج إلى أكثر من هذا، وإن كنتَ غيرَ ذلك، لم تنتَفِع بالقليلِ، ولا بالكثيرِ.

يُتبَع
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست