responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1016
قال: [والتحقيق إن شاء الله أن الضمير في قوله: {فِيهِ} راجع إلى ما ذكر من الذكور والإناث، من بني آدم والأنعام في قوله تعالى: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً}
وإذا كان ذلك كذلك، فمعنى الآية الكريمة {يَذْرَأُكُمْ} أي يخلقكم ويبثكم وينشركم فيه، أي فيما ذكر من الذكور والإناث، أي في ضمنه، عن طريق التناسل كما هو معروف.
إن قيل: ما وجه إفراد الضمير المجرور في قوله: {يَذْرَأُكُمْ فِيهِ}، مع أنه على ما ذكرتم، عائد إلى الذكور والإناث من الآدميين والأنعام؟
فالجواب: أن من أساليب اللغة العربية التي نزل بها القرآن، رجوع الضمير أو الإشارة بصيغة الإفراد إلى مثنى أو مجموع باعتبار "ما ذكر" مثلا.
ومثاله في الضمير: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ} [الأنعام:46]، فالضمير في قوله: {بِهِ} مفرد مع أنه راجع إلى السمع والأبصار والقلوب.
فقوله: {يَأْتِيكُمْ بِهِ} أي بما ذكر من سمعكم وأبصاركم وقلوبكم، ومن هذا المعنى قولُ رؤبةَ بن العجاج:
فِيهَا خُطُوطٌ مِنْ سَوَادٍ وَبَلَقْ
كَأَنَّهُ فِي الْجِلْدِ تَوْلِيعُ الْبَهَقْ
فقوله: "كأنَّهُ" أي ما ذكر من خطوط من سواد وبلق.] اهـ كلامه.

وهذا الوجه قد فاتني ذكره عند التعرض لمرجع هذا الضمير، فليزد على الأوجه المذكورة، انظر القسم الأول من القطعة الثامنة من هذا الإعراب.

قال في " خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب": [وجملة كأنه في الجلد إلخ صفة للخطوط أو للسواد والبلق، والرابط الضمير بتأويله باسم الإشارة، واسمُ الإشارة مؤولٌ بالمذكور ونحوه،
وإنما لم يؤول بالمذكور ابتداءً لأن التأويل قد كثر في اسم الإشارة كما نقلوا عن أبي عبيدة أنه قال لرؤبة: إن كنت أردت الخطوط فقل: "كأنها" وإن أردت السواد والبلق فقل: "كأنهما"، فقال رؤبة: أردت كأن ذلك ويلك.
وتأويل اسم الإشارة بـ"المذكور" إذا خالف المشارَ إليه جعلَه علماءُ التفسير والعربية قانونا يرجع إليه عند الاحتياج، وخرَّجوا عليه آياتٍ، منها قوله تعالى: {ذلك بما عصوا} بإفراد اسم الإشارة مع أن المشار إليه شيئان: الكفرُ والقتلُ، وأُورِدَ هذا البيتُ نَظِيرًا له. وزعم ابن جني في المحتسب أنه لو قال قائل: "إن الهاء في "كأنه" عائدة على "البلق" وحده لكان مصيبا لأن في "البلق" ما يحتاج إليه من تشبيهه بالبهق، فلا ضرورة إلى إدخال السواد معه". انتهى كلام ابن جني
وفيه أن المُحَدَّثَ عنه هو الخطوط، وهي المشبهة بالبهق، فإما أن يرجع الضميرُ إلى المبين الذي هو المحدث عنه، أو إلى البيان بتمامه، وأما إرجاعه إلى بعض البيان فيلزم تشبيه بعضه دون بعض، وهذا ليس بمقصود، بل المراد تشبيه الخطوط التي بعضها من سوادٍ بَحْتٍ، وبعضُها مِنْ سَوَادٍ فيه بياضُ أيضاً فتأمل.
وروى الأصمعي: "كأنها" أيضا بضمير المؤنث وعليها فلا إشكال] اهـ كلام صاحب الخزانة وهو كلام نفيس جدا نقلته مع طوله لما فيه من فوائد جليلة عزيزة.

"التوليع" استطالة اللون المخالف لسائر لون الدابة، قال الأصمعي: [إذا كان في الدابة ضُرُوبٌ من الألوانِ من غير بَلَقٍ فذلك التوليع، يقال: برذون مُوَلَّعٌ، وَالْمُلَمَّعُ: الذي يَكُونُ في جسده بُقَعٌ تخالف سائر لونه، فإذا كان فيه استطالةٌ فهو مولَّعٌ]
"البَهَق" ـ كما في المصباح ـ بياض مخالف للون الجسد وَلَيْسَ بِبَرَصٍ. وفعله من باب تَعِبَ وهو أَبْهَقُ وَهِيَ بَهْقَاءُ.
"أحقبُ": حمار الوحش سمي بذلك لبياض في حقويه، كما سبق، عند قوله: " كأنها حقباء بلقاء الزلق"
"المِحْلَجِ" بكسر الميم وفتح اللام (مفعل للآلة) خشبة يُحْلَجُ بها حتى يخلص الحب من القطن، قال في المصباح: [حلجت القطن حلجاً من باب ضرب]
" القَلَق" الاضطراب، شبهه بالمحلج لصلابته وكثرة حركته واضطرابه، فقوله " من طول القلق" هو وجه الشبه.
"إِذْ" ظرف زمان متعلق بـ"كأن" لما فيه من معنى التشبيه، قال ابن المجراد السلاوي في شأن تعلق المجرور بحروف المعاني:

وفي أَحْرُفِ الْمَعْنَى خِلاَفٌ لَدَيْهِمُ = = جَوَازٌ وَمَنْعٌ ثُمَّ قَوْلٌ تََفَصَّلاَ
فإن ناب عن فعل فذلك جائز = = وإلا ... فلا ... والفارسيُّ بِذَا اعْتَلاَ

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1016
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست