نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1015
والمعنى: أو كأنها حمار وحش جادر الليتين أي يظهر في صفحتي عنقه أثر العض والكدم من أجل قتاله عن أتنه، ومن المعلوم أن الذكر الفحل من حمار الوحش يقاتل عن منطقته وعن أتنه، مع فحول أخرى، وهذا الآن يمكن مشاهدته في الأفلام الوثائقية عن الوحوش في الغابة. وإنما خص الأتان والحمار بالتشبيه لكونهما أجلد الوحوش وأسرعها.
" محملج " اسم مفعول من " حملج الحبل " إذا فتله فتلا شديدا.
"أدرج" بالبناء للمجهول: أي فتل وطوي، و"إدراج" مصدر تشبيهي.
"الطلق" قال في العين: [والطلق: الحبل القصير الشديد الفتل، حتى يقوم قياما ثم أنشد البيت مستشهدا به على ذلك. وقال غيره: الطلق: قَيْدٌ مِنْ جُلُودٍ.
والمعنى " أن ذلك الحمار مفتول ومدرج مثل الحبل الشديد الفتل.
"لَوَّحَ " يقال "لاحه السفرُ وألاحَه " أي أضمره وأهزله. وفاعله هو: " قودٌ ثمانٍ ... " في البيت الثالث بعد هذا، والضمير في "منه" للجادر في قوله: " أو جادر ... "
" بُدْنٍ" بِضَمٍّ فَسُكُونٍ، وبضمتين: هو السِّمَنُ والاكْتِنَازُ، والْفِعْلُ منه: بدَنَ (بالفتح) يبدُن بدْنا، وبدُن (بالضم) يبدُنُ بَدَانَةً.
"السَّنَق" هو التخمة والبشم، يقال شرب الفصيل حتى سَنِقَ (بالكسر) يَسْنَقُ (بالفتح) وهو كالتخمة قال الأصمعي: والسنق كراهة الطعام من كثرته على الإنسان حتى لا يشتهيه قيل لأعرابية أترَيْنَ أحدا لا يشتهي الخَبِيصَ قالت: ومن لا يشتهيه إلا من سَنَقٍ منه.
"من طُولِ" علة للسنق.
(تَعْدَاءِ) مصدر "عدا يعدو عَدْوًا وَتَعْدَاءً" أي أسرع في المشي. والربيع هو الفصل المعروف، وإضافة "تعداء" للربيع من باب إضافة المصدر إلى ظرفه الزماني، ومثله في قوله تعالى {بل مكر الليل والنهار ...}
"الأَنَقْ" الإعجاب بالشيء يقال: أنقتُ به فأنَا بِهِ أَنِقٌ، أي أُعْجِبْتُ بِهِ.
يعني أن هذا الحمار سَنِقَ من طُولِ مَا عَدَا في الربيع في مكانٍ أنِيقٍ.
"تلويحَك" مصدر تشبيهي منصوب بـ"لوح" المذكور قبل، أي لوحه وأضمره ذلك مثلَ تلويحِكَ وإضمارِكَ الفرس الضامرَ للسباق، وهو مضاف إلى الفاعل، وكمل بالمفعول الذي هو "الضامر"
"الضامرَ" الفرس الضامر أي المُهَضَّمُ البطن اللطيف الجسم الرقيق، ومقابله البدين السمين المترهل.
"يُطْوَى" بالبناء للمجهول، أي يجوَّعُ ويُضَمَّر.
"السبَق" بفتحتين و" السُّبْقَةُ " بالضم مثله: الخَطَرُ والرَّهْنُ الذي يوضع بين أهل السباق والجمع أَسْبَاقٌ.
"قُُودٌ" مرفوع على أنه فاعل "لوح" المذكور، وهو جمع "قوداء" وهو وصف للأتان الطويلة العنق والظهر، قال في الصحاح: [وفرس أقود بيِّن القوَد: أي طويل الظهر والعنق، وناقة قوداء، وخيل قُبٌّ قُودٌ، قال كعب بن زهير يصف ناقته:
حرفٌ أخوها أبوها من مهجَّنةٍ = = وعمُّها خالها قوداءُ شمليلُ
"أَمْرَاسِ" جمع "مَرَسٍ" الذي هو جمع "مَرَسَةٍ"، فهو جمع الجمع،وهو الحبل، قال امرؤ القيس:
كَأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فِي مَصَامِهَا = = بِأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْدَلِ
"الأبَق" بفتح الباء، قال الأصمعي: هو الكتان يفتل. وقال ابن دريد في الجمهرة: [والقِنَّب والقُنَّب: عربيان معروفان، وهي الحبال التي تسمى الأبق]
والمعنى: لوَّحّ الحمارَ هذه الأتنُ التي كأنها حبالٌ من شدة طيِّها وصلابتها، وهذه الأوصاف مما تزيد في نشاط الحمار وجريه، فإذا كانت الناقة تشبه هذا الحمار، فلا شيء أسرع منها.
"فِيهَا" الضمير يعود على الأتن القُودِ الثَّمَانِ المذكورة قبل.
"خُطُوطٌ" جمع خط.
"مِنْ سَوَادٍ"بيان للخطوط، فـ"من" للبيان.
و"البَلَقْ" (بفتحتين) والبُلقة (بالضم) مثله، وهو سواد وبياض.
يريد أن بعض الخطوط من سواد بَحْتٍ وبعضها من سواد يخالطه بياضٌ، فالتقابل بين سواديْنِ.
"كَأَنَّهُ" الضمير راجع إلى الخطوط المذكورة في البيت قبل هذا. والجملة صفة للخطوط، والرابط بين الصفة والموصوف هو الضمير في "كأنه" وكان يجب أن يقول: "كأنها" لكنه على التأويل بالمذكور، أي كأن المذكور من الخطوط في الجلد توليع البهق.
وقد استشهد به لذلك صاحب " أضواء البيان " عند قوله تعالى في سورة الشورى: {جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه}
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1015