responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1014
أولا: لأن القراء اليوم لم يكن لدى أغلبهم إلمامٌ كافٍ بِلُغَةِ هذه الشواهد مما يسبب لهم صعوبة في قراءتها والاستفادة منها.
ثانيا: لأن النحويين غالبا ما يستشهدون ببعض البيت أو بشطر منه حيث محل الشاهد، اعتمادا على الحفظ، مما يجعل الشاهد غامضا من حيث المعنى المراد، ومن حيث قائل البيت، ومن هنا أردت أن أرفع اللبس والغموض عنها فأقول:

الشاهد الأول قول الراجز:

لَوَاحِقُ الأقْرَابِ فِيهَا كَالْمَقَقْ

قائل هذا الرجز هو رؤبة بن العجاج من أرجوزة طويلة من 84 بيتا، وصف فيها أشياء مختلفة، مطلعها:
وَقَاتمِ الْأَعْمَاقِ خَاوِي الْمُخْتَرَقْ
مشتبهِ الْأَعْلَامِ لَمَّاعِ الْخَفَقْ
ويستشهد به على أن تنوين "الترنم" قد يلحق الرويَّ المقيَّد (= الساكن) فيختص باسم "الغالي"، وعلى أن رب محذوفة بعد الواو.
اللغة:
"قاتم": أسود شديد السواد، يقال أسود قاتم وقاتن بالميم والنون وفعله من بابي ضرب وعلم وهو صفة لموصوف محذوف أي رب بلد قاتم.
"الأعماق" جمع عمق (بفتح العين وضمها) وهو ما بعد من أطراف المفاوز مستعار من عمق البئر.
"خاوي" من "خَوِيَ" المنزل إذا خلا، وهو نعت لـ"قاتم".
"المخترق" (بفتح الراء) مكان اختراق الرياح أي مكان مرورها، مشتق من "الخرق" بالفتح وأصله من خرقت القميص من باب ضرب إذا قطعته، وقد استعمل في قطع المفازة فقيل خرقت الأرض إذا جبتها، والمقصود: مخترق الرياح أي ممرها.
"مشتبه الأعلام " يشبه بعضها بعضا فتشتبه على السائر الطرق، وهو أيضا نعت لـ"قاتم"
و"الأعلام" جمع "عَلَمٍ" وهو الجبل الذي يهتدى به، وفي القرآن الكريم {وله الجوار المنشئات في البحر كالأعلام} وقال الشاعر:
ربما أوفيت في علم = = ترفعن ثوبي شمالات.
وقالت الخنساء في أخيها صخر:
وإن صخرا لتأتم الهداة به = = كأنه عَلَمٌ في رأسه نار
"لمَّاع" فعَّال للمبالغة من اللمعان، وهو كذلك نعت آخر لـ"قاتم".
"الخفق" والخفق (بفتح الخاء وسكون الفاء) مصدر خفق السراب وخفقت الراية من بابي "نصر وضرب" خفقا وخفقانا إذا تحركت واضطربت، وتحريك الفاء للضرورة، والمراد به: السراب الذي يخفق ويضطرب.
المعنى:
رب بلد اسودت أعماقه وأنحاؤه، وخلت أمكنة مرور الرياح منه، تشتبه أعلامه وجباله، فلا يكاد المرء يهتدي فيه لطريق يسلكه، ويلمع سرابه الخفاق المضطرب،

والأرجوزة طويلة جدا لا طائل من شرحها كلها. لكن نورد منها ما لا بد منه لوضوح معنى البيت الشاهد.
والبيت الشاهد جاء في وصفِ الْحُمْرِ الْوَحْشِيَّةِ، وقبله:
كَأَنَّهَا حَقْبَاءُ بَلْقَاءُ الزَّلَقْ
أَوْ جَادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الْحَنَقْ
مُحَمْلَجٌ أُدْرِجَ إِدْرَاجَ الطَّلَقْ
لَوَّحَ مِنْهُ بَعْدَ بُدْنٍ وَسَنَقْ
مِنْ طُولِ تَعْدَاءِ الرَّبِيعِ فِي الْأَنَقْ
تَلْوِيحَكَ الضَّامِرَ يُطْوَى لِلسَّبَقْ
قُودٌ ثَمَانٍ مِثْلُ أَمْرَاسِ الْأَبَقْ
فِيهَا خُطُوطٌ مِنْ سَوَادٍ وَبَلَقْ
كَأَنَّهُ فِي الْجِلْدِ تَوْلِيعُ الْبَهَقْ
أَحْقَبُ كَالمِحْلَجِ مِنْ طُولِ الْقَلَقْ
كَأَنَّهُ إِذْ رَاحَ مَسْلُوسُ الشَّمَقْ

اللغة وبعض الإعراب:
"كأنها" ضمير كأنها للناقة التي ركبها في ذلك البلد الذي وصفه قبل.
"حَقْبَاءُ" مؤنث "الأحقب" وهو حمار الوحش سمي بذلك لبياض في حَقْوَيْهِ (=عضديه)
"بلقاء" البلقاء مؤنث الأبلق، وهو وصف للشيء الذي فيه بياض وسواد.
"الزَّلَق" الزلق عجز الدابة أي المكان الذي تزلق فيه اليد عن كفلها.
والمعنى: كأن تلك الناقة أتان بيضاء العضدين (=الحقوين) في جانب كفلها سواد وبياض (= بلقاء الزلق)
"أو" لعطف ما بعدها على "حقباء".
" جادر" أي ذو جدَر، فـ"فاعل" هنا للنسب، مثله قولهم: " لابن وتامر " أي ذو لبن وذو تمر. و"الجَدَر" أثر العض والكدم في حمار الوحش، فعله " جدِر" كـ"فَرِحَ"
"الليتين" تثنية "لِيت" بكسر اللام، وهو صفحة العنق، وفي العباب: [وجَدِرَ لْيتُهُ إذا بقي فيها جَدَرٌ (بالتحريك) أي أثر الكَدْم والْعَضِّ]
" مطوي" أي هزيل ضامر من كثرة الضراب والسفاد.
"الحنق" الضمور والهزال، و"أحنق الحمار" إذا ضمر، و "إبل محانيق" أي ضوامر.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1014
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست