responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1013
فإذا علم أنه من باب الكناية لم يقع فرق بين قوله: ليس كالله شيء، وبين قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} إلا ما تعطيه الكناية من فائدتها، وكأنهما عبارتان معتقبتان على معنى واحد: وهو نفي المماثلة عن ذاته،
ونحوه قوله عز وجل: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] فإن معناه: بل هو جواد من غير تصوّر يد ولا بسط لها: لأنها وقعت عبارة عن الجود لا يقصدون شيئاً آخر، حتى إنهم استعملوها فيمن لا يد له، فكذلك استعمل هذا فيمن له مثل ومن لا مثل له] اهـ كلام الزمخشري
قال القزويني في " الإيضاح " في فصل الكناية: [وعليه قوله تعالى {ليس كمثله شيء} على أحد الوجهين وهو أن لا تجعل "الكاف" زائدة.
قيل وهذا غاية لنفي التشبيه إذ لو كان له مثل لكان لمثله شيء يماثله وهو ذاته تعالى فلما قال ليس كمثله شيء دل على أنه ليس له مثل.
وأورد أنه يلزم منه نفيه تعالى لأنه مثل مثله ورد بمنع أنه تعالى مثل مثله لأن صدق ذلك موقوف على ثبوت مثله تعالى عن ذلك.
وهذا كقول الشنفرى الأزدي في وصف امرأة بالعفة:
يبيت بمنجاة من اللوم بيتها = = إذا ما بيوت بالملامة حلت
فإنه نبه بنفي اللوم عن بيتها على انتفاء أنواع الفجور عنه ونبه به على براءتها منها وقال "يبيت" دون "يظل" لمزيد اختصاص الليل بالفواحش هذا على ما رواه الشيخ عبد القاهر والسكاكي] اهـ
وجملة (ليس كمثله شيء) فعلية، في محل رفع على أنها:
ـــــ خبر سابع أو ثامن لـ" ذلكم " كما سبقت الإشارة إليه.
ـــــ خبر ثالث لـ"فاطر" على أنه مبتدأ.
ـــــ خبر رابع لـ"هو" في قوله (وهو على كل شيء قدير) على ما اختاره ابن عاشور، والمعنى: " وهو قدير على كل شيء ــــ ..... ـــــ وفاطر السموات والأرض، وجاعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا، وذارؤكم فيه، ومخالف لكل شيء من خلقه "
قال ابن عاشور: [(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) خبر ثالث أو رابع عن الضمير في قوله (وهو على كل شيء قدير). وموقع هذه الجملة كالنتيجة للدليل فإنه لما قدم ما هو نعم عظيمة تبين أن الله لا يماثله شيء من الأشياء في تدبيره وإنعامه] اهـ

(وهو السميع البصير) " الواو " عاطفة و " هو " ضمير المفرد الغائب في محل رفع على أنه مبتدأ، " السميع البصير " خبران عنه مرفوعان بالضمة الظاهرة.
والجملة اسميَّة في محل رفع على أنها معطوفة على ما قبلها، بالتفصيل السابق.
ويجوز فيها أن تكون مستأنفة استئنافا تذييليًّا.
والله تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) " هيُؤَ" كان على هيئة حسنة.
(2) كلام الألوسي يوحي بأن الطبري قال في الآية بوجه واحد، والحقيقة أن الطبري أجاز في الآية الوجهين:
ــــ الوجه الذي قال به الجمهور من أن الكاف هي الزائدة.
ــــ والثاني هو أن "مثل" هي الزائدة.
وأنقل هنا كلامه لما فيه من فوائد زائدة، قال: [وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فيه وجهان:
أحدهما أن يكون معناه: ليس هو كشيء، وأدخل المثل في الكلام توكيدًا للكلام إذا اختلف اللفظ به وبالكاف، وهما بمعنى واحد، كما قيل:
ما إن نديت بشيء أنت تكرهه = =
فأدخل على"ما" وهي حرف جحد"إنْ" وهي أيضًا حرف جحد، لاختلاف اللفظ بهما، وإن اتفق معناهما توكيدا للكلام، وكما قال أوس بن حجر:
وَقَتْلَى كمِثْلِ جذُوعِ النَّخيلْ = = تَغَشَّاهُمُ مُسْبِلٌ مُنْهَمِرْ
ومعنى ذلك: كجذوع النخيل، وكما قال الآخر:
سَعْدُ بْنُ زيد إذَا أبْصَرْتَ فَضْلَهُم = = ما إن كمِثْلِهِمِ فِي النَّاسِ مِنْ أحَدٍ
والآخر: أن يكون معناه: ليس مثله شيء، وتكون الكاف هي المدخلة في الكلام (= الزائدة) كقول الراجز:
....................... = = وَصَالِياتٍ كَكَما يُؤْثَفَيْنِ
فأدخل على الكاف كافا توكيدا للتشبيه، وكما قال الآخر:
تَنْفِي الغَيادِيقُ عَلى الطَّرِيقِ = = قَلَّصَ عَنْ كَبَيْضَةٍ فِي نِيقِ
فأدخل الكاف مع"عن"] اهـ

(3) انظر بصدد هذا "مغني اللبيب" في فصل " الكاف " وحاشية الصبان على الأشموني

ـ[أبوحسناء خطاب]ــــــــ[02 - 06 - 2012, 08:17 م]ـ
شرح بعض الشواهد الواردة في القطعة السابقة

وردت في القطعة السابقة شواهد من الشعر العربي استشهد بها النحويون واللغويون في كتبهم، وأنا هنا أرى أن أتناولها بالشرح وتفصيل القول فيها:
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1013
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست