نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1011
ـ[أبوحسناء خطاب]ــــــــ[19 - 05 - 2012, 08:27 م]ـ
القسم الثاني / من القطعة التاسعة / بقية الآية 11
{ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير}
(ليس كمثله شيء) "ليس" فعل ماض ناقص، من أخوات "كان" ترفع الاسم وتنصب الخبر، وهي تدل على نفي الحال، وقد تدل على نفي الماضي والاستقبال، إذا كانت هناك قرينة حالية أو مقالية صارفة عن المعنى الأصلي الذي هو "نفي الحال"، مثل قولنا: ليس زيد حاضرا أمس أو غدا.
ووزن هذا الفعل ـــ على الصحيح ـــ: "فَعِلَ" بكسر العين، ثم خفف بتسكين عينه، وذلك جائز في كل ما هو على هذا الوزن، سواء كان اسما ــ ككتف ــ أو فعلا ــ كفرح ــ وإنما كان أصلها "فعِل" بكسر العين لأن "فعَل" المفتوح لا يخفف، و"فعُل" المضموم العين ـــ مع كون عينه ياء ـــ لا يوجد في العربية منه إلا فعل واحد، وهو "هَيُؤَ" (1)
وفي معناها ووزنها قال بعضهم:
"لَيْسَ" لِنَفْيِ الْحَالِ وَهْيَ تَنْفِي = = سِوَاهُ مَعْ قَرِينَةٍ تُوَافِي
وَهِيَ فِعْلٌ مُنِعَ التَّصَرُّفَا = = وَأَصْلُهَا "لَيِسَ" ثُمَّ خُفِّفَا
لأنَّ ذَا الْفَتْحَةِ لاَ يُخَفَّفُ = = وَ "هَيُؤَ" المَضْمُومُ فَرْدًا يُعْرَفُ
(كمثله) جار ومجرور بالكسرة الظاهرة، ومضاف إليه.
واختلف المفسرون والنحاة والمتكلمون في هذا المجرور على أقوال:
1 ـــ أن حرف الجر "الكاف" زائدة لتأكيد نفي المثلية عنه سبحنه وتعالى.
قال العكبري: [فمثله خبر "ليس" ولو لم تكن زائدة لأفضي إلى المحال، إذ كان يكون المعنى أن له مثلا، وليس لمثلِه مثلٌ، وفي ذلك تناقضٌ، لأنه إذا كان له مثْلٌ فلمثله مِثْلٌ، وهو هو، مع أن إثبات المثل لله سبحانه محال] اهـ
قال السمين عَقِبَ ذِكْرِهِ لكلام العكبري: [وهذه طريقةٌ غريبةٌ في تقريرِ الزيادةِ، وهي طريقةٌ حسنةٌ فيها حُسْنُ صناعةٍ] اهـ
وقال النحاس: [والكاف في (كمثله) زائدة للتوكيد لا موضع لها من الإعراب لأنها حرف ولكن موضع (كمثله) موضع نصب والتقدير ليس مثله شيء] اهـ
قال ابن جني:"وإنما زيدت لتوكيد نفي المثل لأن زيادة الحرف بمنزلة إعادة الجملة ثانيا "
ورده ابن المنير بأن الكاف تفيد تأكيد التشبيه لا تأكيد النفي ونفي المماثلة المهملة (= غير المؤكدة) أبلغ من نفي المماثلة المؤكدة.
وأجيب بأنه يفيد تأكيد التشبيه إن سلباً فسلب وإن إثباتاً فإثبات، فيندفع ما اعترض به.
وقال ابن الأنباري في " الإنصاف في مسائل الخلاف ": [وزيادة الكاف كثيرة قال الله تعالى (ليس كمثله شيء) وحكي عن بعض العرب أنه قيل له: "كيف تصنعون الأقط " قال: كَهَيِّنٍ] اهـ أي هَيِّنًا.
وهذا هو الذي عليه جمهور العلماء المتكلمين والنحاة والبلاغيين والمفسرين، واستشهدوا لذلك بشواهد، منها:
أـ قول الراجز يصف خيلا ضوامر:
لَوَاحِقُ الأقْرَابِ فِيهَا كَالْمَقَقْ ...
أي فيها المَقَق، وهو الطول
ب ـ قال الرضى: ويحكم بزيادتها عند دخولها على "مثل" في نحو: {ليس كمثله شيء} أو دخول "مثل" عليها، كقول رؤبة يصف جماعة بالهلاك كما هلك أصحاب الفيل:
ولعبتْ طيرٌ بِهِمْ أَبَابِيلْ = = فَصُيِّرُوا مثلَ كَعصف مأكولْ
أي مثل عصف مأكول.
ج ـ قول الراجز:
..................... = = وَصَالِيَاتٍ كَكَما يُؤَثَفَيْن
د ـ قوله تعالى: {أو كالذي مر على قرية ...}
هـ ـ قول الشاعر:
إلا كَخَارِجَةِ المكلّفِ نفسَه = = وابني قبيصة أن أَغِيبَ ويُشْهدا
وـــ قوله تعالى: {وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون}
ز ــ في الحديث: " يكفي كالوجه واليدين " أي يكفي الوجهُ واليدان.
ح ــ قول الشاعر:
ليس كمثلِ الفتى زهيرٍ = = خلقٌ يُوَازِيهِ فِي الْفَضَائِل
ط ــ قول أوس بن حجر:
وَقَتْلَى كَمِثْلِ جذوعِ النَّخِيلِ = = تَغَشَّاهٌمُ مُسْبِلٌ مُنْهَمِرْ
ي ـــ قول الآخر:
سعدُ بنُ زَيْدٍ إذا أبصرتَ فَضْلَهُمُ = = مَا إِنْ كَمِثْلِهِمُ فِي النَّاسِ مِنْ أَحَدِ
(أسباب القول بالزيادة)
يحق لنا أن نتساءل: لماذا قالوا بالزيادة، مع أن الأصل عدم الزيادة؟
حكم الجمهور في الآية بالزيادة لما يلي:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1011