responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1008
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير)) (11) [/ color]

(فاطر) فيه قراءتان:
الأولى: قراءة الجمهور بالرفع، ويحتمل أن يكون مرفوعا على أنه:
1 ـــ خبر رابع أو خامس عن " ذلكم " كما سبقت الإشارة إلى هذا.
2 ـــ خبر لمبتدأ محذوف، تقديره "هو فاطر السماوات والأرض " والجملة خبر رابع أو خامس لـ"ذلكم" كذلك.
3 ـــ نعت لـ"ربي" إذا قلنا بأن إضافته إضافة معنوية محضة، وذلك إذا كان بمعنى الفعل الماضي، كما سيأتي قريبا.
4 ـــ بدل من " ربي " ذكره الألوسي.
وعلي أنه نعت لـ" ربي " أو بدل منه فجملة " عليه توكلت وإليه أنيب " اعتراضية بين النعت والمنعوت، أو بين البدل والمبدل منه، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك.
5 ـــ مبتدأ خبره جملة " جعل لكم من أنفسكم أزواجا " والجملة في محل رفع على أنها خبر رابع أو خامس لـ"ذلكم ".
6 ـــ خبر ثان لـ"هو" من قوله تعالى: {وهو على كل شيء قدير}، وما بينهما من قوله تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله، ذلكم الله ربي، عليه توكلت، وإليه أنيب} اعتراض. قاله الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير ".

القراءة الثانية: قراءة زيد بن علي بالجر، ويحتمل أن يكون إما:
1 ـــ نعتا لـ" الله " ــ كما قال الزمخشري ــ من قوله تعالى: {... فحكمه إلى الله}، وعليه فجملة (ذلكم الله ربي عليه توكلت، وإليه أنيب) اعتراضية بين النعت والمنعوت.
2 ـــ أو بدلا، والمبدل منه هو الضمير المجرور إما:
أــ في قوله تعالى (عليه توكلت)، قاله أبو البقاء العكبري، وجملة (وإليه أنيب) اعتراضية.
ب ــ أو في قوله: (وإليه أنيب)، ذكره السمين الحلبي في " الدر المصون "، ولا اعتراض بشيء.

وقال مكيٌّ بن أبي طالب: «وأجاز الكسائيُّ النصبَ على النداء». وقال غيرُه: على المدح. (1) قلت: يعني أنه مفعول بفعل محذوف تقديره: أمدح أو أذكر أو ما شابه.
قال السمين الحلبي: [قد قرأ بالخفضِ زيدُ بن علي. وأمَّا نصبُه فلم أحفَظْه قراءةً] (2)

(السماوات) مجرور بالكسرة الظاهرة على أنه مضاف إليه ما قبله، وتحتمل هذه الإضافة احتمالين:
الأول: أن تكون إضافة لفظية، لا تفيد للمضاف تعريفا ولا تخصيصا، وهي إضافة الوصف إلى معموله، وفي ذلك يقول ابن مالك في الألفية / باب الإضافة:
وإن يشابه المضاف "يفعل" = = وصفا فعن تنكيره لا يعزل
كـ"رُبَّ راجينا عظيمِ الأملِ = = مُرَوَّعِ الْقلبِ قليلِ الحِيَلِ
فيكون المضاف إليه (= السماوات) في محل نصب على أنه مفعول باسم الفاعل (= فاطر)، وهو بمعنى الفعل المضارع (= بمعنى الحال والاستقبال)، ويجوز هنا لغةً لا قراءةً أن ينون (فاطر) وينصب (السماوات) بالكسرة النائبة عن الفتحة، لأنه جمع مؤنث سالم، مفرده "سماء"، وفي هذا يقول ابن مالك في الألفية / باب إعمال اسم الفاعل:
............................. = = وانْصِبْ بذِي الْإِعْمَالِ تِلْوًا واخْفِضِ
وذلك أن اسم الفاعل لا يعمل عمل فعله إلا بشروط، منها كونه بمعنى الحال والاستقبال (بمعنى المضارع) إلا إذا كان صلة "ال" فيعمل مطلقا، وفي ذلك يقول ابن مالك:
كفعله اسم فاعل في العمل = = إن كان عن مضيه بمعزل
أوولي استفهاما أو حرف ندا = = أو نفيا أو جا صفة أو مسندا
وقد يكون نعت محذوف عرف = = فيستحق العمل الذي وصف
وإن يكن صلة "أل" ففي المضي = = وغيره إعماله قد ارتضي

الاحتمال الثاني: أن تكون إضافة معنوية (= محضة)، فلا يكون المضاف إليه في محل نصب، ويكون اسم الفاعل (= فاطر) بمعنى الفعل الماضي (= بمعني الزمن الماضي)
(والأرض) عاطف ومعطوف على مخفوض لفظا منصوب محلا، فهو مخفوض بالكسرة الظاهرة على آخره وفي محل نصب، لأنه تابع له في جميع إعرابه.
(جعل) فعل ماض، ويجوز أن يكون:
ـــ بمعنى "التصيير" فيكون من النواسخ / من أخوات "ظن"، وقد مر مثله في قوله تعالى: {ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة} الآية 8،
ـــ بمعنى "الخلق" فلا يكون حينئذ من النواسخ.
وعلى كل ففاعله ضمير مستتر فيه جوازا، تقديره: " هو"، وفيما يعود عليه احتمالات:
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1008
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست