responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1007
وأجاز فيها الطاهر ابن عاشور وجها آخر، وهو ما أشار إليه بقوله: [ويجوز أن تكون متصلة بجملة {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ} تكملة للكلام الموجه من الله ويكون في قوله {ربي} التفاتاً من الخطاب إلى التكلم، والتقدير: ذلكم الله ربكم] اهـ لكنه لم يبين هل لها محل من الإعراب على هذا التقدير أو لا؟؟ ولعله يعتبرها مستأنفة بمثابة التعليل لما قبلها والمعنى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله، لأنه الله ربكم أي خالقكم ومالك أمركم، ويؤيد هذا الوجه أنه جاء في عدة سور هكذا {ذلكم الله ربكم}.

{عليه} جار ومجرور متعلق بـ" توكلت " مقدم من تأخير للاهتمام والحصر، أي ما توكلت إلا عليه.

{توكلت} " توكل " فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة إلخ ما مر في " أوحينا " و " اختلفتم " و " التاء " ضمير المتكلم مبني على الضم ن في محل رفع على أنه فاعل.

وجملة {عليه توكلت} في محل رفع على أنها خبر ثالث، أو ثان لـ" ذلكم " على حسب ما تقدم من إعراب في لفظ الجلالة " الله " أو لا محل لها على أنها اعتراضية على أحد الأوجه في إعراب {فاطر ...} كما سيأتي.

{وإليه أنيب} " الواو " عاطفة. و " إليه " جار ومجرور متعلق بـ" أنيب " مقدم من تقديم كذلك للحصر والاهتمام، أي لا أنيب إلا إليه.

و"أنيب" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره " أنا ".

وجملة {وإليه أنيب} في محل رفع لأنها معطوفة على جملة (عليه توكلت)، وهي بمثابة خبر رابع أو ثالث لـ" ذلكم ". أو لا محل لها كما تقدم في التي قبلها.

لماذا استعمل الماضي في التوكل والمضارع في الإنابة؟؟؟

كان ذلك لأن التوكل أمر واحد مستمر، فناسبه الماضي والإنابة متعددة متجددة حسب تجدد موادها فناسبها المضارع الذي يدل على التجدد.
ويجوز أن يكون ذلك من الاحتباك. والتقدير: عليه توكلت وأتوكل وإليه أنبت وأنيب.

والله تعالى أعلى وأعلم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1) وهذه بعض الشواهد من القرآن الكريم وأقوال العلماء حولها:
1ـ قال أبو حيان في "البحر المحيط" عند قوله تعالى {فأما الذين اسودّت وجوههم، أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} قال: [والتقدير: فيقال لهم: أكفرتم؟ كما حذف القول في مواضع كثيرة كقوله: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم} أي يقولون: سلام عليكم] اهـ
2ـ وقال ابن عجيبة في تفسيره " البحر المديد " في قوله تعالى: {لا نفرق بين أحد من رسله}: [قلت: من قرأ: {لا نفرق} بالنون، فعلى حذف القول، أي: قالوا: لا نفرق، ومن قرأ بالياء فيرجع إلى الكل، أي: لا يفرق كل واحد منهم بين أحد من رسله] اهـ
3ـ وقال الطاهر بن عاشور في المقدمة العاشرة التي قدم بها لتفسيره "التحرير والتنوير": [وأعُدُّ من أنواع إيجازه إيجازَ الحذفِ مع عدم الالتباس، وكثر ذلك في حذف القول، ومن أبدع الحذف قوله تعالى {فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر:42] أي يتذاكرون شأن المجرمين فيقول من علموا شأنهم: سألناهم هم فقلنا: "ما سلككم في سقر". قال في الكشاف قوله {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} ليس ببيان للتساؤل عنهم وإنما هو حكاية قول المسؤولين، أي أن المسئولين يقولون للسائلين قلنا لهم ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين] اهـ.
4ـ وقال الألوسي: [لأن حذف القول وقيام معموله مقامه كثير حتى قيل فيه: هو البحر حدث عنه ولا حرج].
5ـ وقال أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي في "كتاب الكليات": [وقد كثر حذف القول في التنزيل لأنه جار في حذفه مجرى المنطوق به، فمن ذلك قوله تعالى: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم} ومثله: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا} ومثله: {ربنا أبصرنا وسمعنا}، {أكفرتم بعد إيمانكم}] اهـ

ـ[أبوحسناء خطاب]ــــــــ[11 - 05 - 2012, 06:58 م]ـ
القطعة التاسعة: الآية 11
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1007
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست