حذر، ويحاول أن يَسْلَمَ من الوقوع في شيءٍ منها، فمعرفة الشر كي يجتنبه العبد أمر أيضًا مهم؛ ولذلك سأذكر هنا على سبيل الإيجاز، سأذكر نواقض هذه الكلمة العظيمة -كما ذكرت- ليحذرها المسلم، وليحذر أيضًا منها غيره من المسلمين رجاء السلامة والعافية.
الناقض الأول من نواقض لا إله إلا الله هو: الشرك في عبادة الله -تبارك وتعالى- قال الله -عز وجل-: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء: من الآية: 48).
وقال سبحانه: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (المائدة: من الآية: 72).
ومن ذلك دعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر والذبح لهم، ونحو ذلك كل هذا يؤدي ويوقع العبد في الشرك -والعياذ بالله تبارك وتعالى- ولا شك أن المشرك عمله حابطٌ ولا قيمة له، وليس له جزاء عليه حتى لو فعل ما فعل من الحسنات والخيرات، وذلك بنص التنزيل، يقول رب العزة والجلال في كتابه موجهًا الخطاب للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ} (الزمر: 65، 66).
وحاشا أن يقع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في الشرك، ومع هذا يخاطبه ربه بذلك، ونحن يا أيها المؤمنون أولى بأن نحذر الشرك، وأن نحذر وسائله، وأن نحذر الطرق المؤدية إليه؛ لأن أمره خطير، فالأمر كما ذكر الله: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} (المائدة: من الآية: 72).
الناقض الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم، قال الله تعالى في ذم المشركين الذين يتخذون لله الوسائط والأنداد: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (يونس: 18) فليس بين العبد وبين ربه واسطةٌ