بحالٍ من الأحوال، وبإمكانك يا عبد الله أن تلجأ إلى اله في أي وقت وفي أي حين، وتطلب منه ما تحتاج إليه، ولا تتخذ وسائط تؤدي بك أو توقعك في الشرك -والعياذ بالله تبارك وتعالى- ولذلك يجب على الناس أن يفهموا في أي شيء كان شرك المشركين الأولين كانوا يؤمنون بوجود الله -عز وجل- وأنه الخالق الرازق المدبر، وأنه -سبحانه وتعالى- عنده النفع وعنده الضر، ولكنهم يتخذون هذه الوسائط لتقربهم إلى الله -تبارك وتعالى- زلفى، كما قال الله عنهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (الزمر: من الآية: 3) فيجب على المرء المسلم أن يفهم ذلك وأن يحذر.
الناقض الثالث: من لم يُكَفِرْ المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم كَفَرَ؛ لأنه بهذا يكون رادًّا لكتاب الله -تبارك وتعالى- الذي أخبر عن شرك هؤلاء المشركين.
الناقض الرابع: من اعتقد أن هدي غير النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، فهذا كُفرٌ ونقضٌ لـ "لا إله إلا الله" وذلك كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكم الله -تبارك وتعالى- وحكم الله أولى، وحكم الله أحسن {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (المائدة: من الآية: 50) فحكم الله -عز وجل- هو الحكم بالحق وبالعدل، ويجب أن لا ينحرف الإنسان عمّا جاء من عند الله -تبارك وتعالى- إلى غيره.
الناقض الخامس: من أبغض شيئًا ممّا جاء به الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ولو عمل به فقد كفر؛ لأن الله -عز وجل- ذكر أن من يكره ما جاء به الله أو ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقد حبط عمله يقول -عز وجل- في سورة "محمد": {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (محمد: 9).
الناقض السادس: من استهزأ بشيءٍ من دين الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أو ثوابه أو عقابه كفر، والدليل قول الله -تبارك وتعالى-: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (التوبة: 64، 65).