{إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (الزخرف: من الآية: 86) قال المفسرون: إلا من شهد بلا إله إلا الله، {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أي: ما معنى شهدوا به في قلوبهم وألسنتهم.
وثبت في (صحيح مسلم) من حديث عثمان بن عفان -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)) فاشترط -عليه الصلاة والسلام- العلم هنا.
والشرط الثاني: اليقين المنافي للشك والريب، أي: أن يكون قائلها موقنًا بها يقينًا جازمًا لا شك فيه ولا ريب، واليقين هو تمام العلم وكماله، قال الله -تبارك وتعالى- في وصف المؤمنين: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ} (الحجرات: 15) ومعنى {ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} أي أيقنوا ولم يشكوا.
وثبت في (صحيح مسلم) عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى عبدٌ بهما ربه غير شاكٍّ فيهما إلا دخل الجنة)).
وثبت في (صحيح مسلم) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة)).
الشرط الثالث: الإخلاص المنافي للشرك والرياء، وذلك إنما يكون بتصفية العمل وتنقيته من جميع الشوائب الظاهرة والخفية، وذلك بإخلاص النية في جميع العبادات لله وحده، قال الله تعالى: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (الزمر: من الآية: 3).
وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (البينة: من الآية: 5).