معنى هذه الكلمة، وتوضح المراد بها، ومن ذلك قول الله -تبارك وتعالى- في كتابه: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 163).
وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة: 5).
وقال تعالى حكاية عن مؤمني ياسين: {وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنقِذُونِ إِنِّي إِذًًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} (يس: 22: 25).
جـ- شروط لا إله إلا الله:
لا إله إلا الله لها شروطٌ عظيمةٌ يجب أن يعرفها طالب العلم، وشروط لا إله إلا الله سبعة هي: العلم بمعناها، واليقين المنافي للشك والريب، والإخلاص المنافي للشرك والرياء، والصدق المنافي للكذب، والمحبة المنافية للبغض والكره، والانقياد المنافي للترك، والقبول المنافي للرد، وقد جمع بعض أهل العلم هذه الشروط السبعة في بيتٍ واحدٍ؛ فقال:
علمٌ يقينٌ وإخلاصٌ وصدقك مع ... محبة وانقياد والقبول لها
وأود أن أقف هنا وقفة مختصرة مع هذه الشروط لبيان المراد بكل واحدٍ منها، مع ذكر بعض أدلتها من كتاب الله وهدي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.
الشرط الأول: وهو العلم بمعناها المراد منها نفيًا وإثباتًا المنافي للجهل، وذلك بأن يعلم من يقولها أنها تنفي جميع أنواع العبادة عن كل ما سوى الله -تبارك وتعالى- وتُثبت ذلك لله وحده، كما في قوله سبحانه: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الفاتحة: 5) أي: نعبدك ولا نعبد غيرك، ونستعين بك ولا نستعين بسواك، وهذا ما تفيده أو يفيده قول الله -تبارك وتعالى-: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ} (محمد: من الآية: 19) وقال تعالى: