responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 94
فهو أرفع وأعلى منزلة من غيره - من غير احتقار لأحد - نظرا لما يلقى منه.
وفي صنعهما على الهيئة التي نراها عليهما الآن حكمة خفية دقيقة لمن تدبرها، تلك هي أن النجار الذي صمم هيئة المنبر ألهمه الله بأن يجعل درجاته أكثر عددا حتى يرتفع عاليا وليبلغ صوته بعيدا، وأقلها ثلاث درجات كما كان منبر الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما الكرسي ليس له درجات كالمنبر، فدل هذا على أنه دونه وأنه خاضع له خضوع استماع وعمل لا خضوع سلطة وهيمنة، وهذا يرجع إلى معرفة والتزام كل واحد من الصنفين المذكورين لمنصبه، واحترامه لمنصب الآخر، فقد قص علينا تاريخ علمائنا وأمرائنا قصصا تصلح لأن تكون مثالا يحتذى من الجانبين، فالأمراء والحكام عليهم أن يعرفوا فضل علمائهم، فيضعونهم في المقام الذي وضعهم فيه منصبهم من غير أن ينتقصوهم حقهم أو يعتدوا عليهم، والعلماء عليهم أن يدركوا منزلة أمرائهم وحكامهم ويكونوا في عونهم على إصلاح الأمة وإرشادها من غير أن ينتقص أحدهما الآخر، وعلى كل واحد منهما المحافظة على مقامه.
وعندما كان كل واحد منهما يعرف منزلة غيره كانت الكلمة الأخيرة للإسلام الذي يمثله العلماء العاملون، وهي الكلمة الفصل في كل شيء، الأمراء والحكام يستمعون إلى نصائح العلماء، ويأخذون برأيهم، لأنه رأي الشرع وعلى الجميع احترام الشرع والخضوع له.
وهذه بعض المواقف التي وقفها بعض العلماء العاملين من بعض أمراء زمانهم عندما رأوا منهم انحرافا عن الصراط المستقيم.
1 - ناظر أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فرفع المنصور صوته عاليا، فقال له الإمام مالك: يا أمير المؤمنين، لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإن الله تعالى أدب قوما فقال: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الآية، ومدح قوما فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ} الآية، وذم قوما فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} الآية، وأن حرمته ميتا كحرمته حيا، فاستكان أبو جعفر ورضي بما قاله الإمام مالك.
2 - ذكروا أن الخليفة هارون الرشيد حلف على شيء وحنث، فجمع

نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست