responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 93
الصنفين المذكورين عن طوره وخطة عمله المحددة له في الشريعة الإسلامية، فلم تبق تلك الصلة المتينة - صلة الدين - قائمة بين الصنفين، فالوعاظ تركوا ما هم مطالبون به - دينا - والحكام احتقروهم ولم يقيموا لهم وزنا، فكانت الشحناء والبغضاء بينهم، وصار الحكام لا يمتثلون لمواعظ العلماء، بعد أن كانوا يأتمرون بأمرهم، وينتهون لنهيهم، فضعف قول العلماء فيهم لضعفهم، وقويت سلطة الحكام عليهم حتى تجاوزت الحدود، وصاروا هم الكل في الكل، حتى بلغ الأمر ببعضهم إلى أن صار يفرض على الوعاظ خطبة الجمعة، فمنهم من يرسلها مكتوبة إلى الخطباء حسبما يشتهي ويريد، ومنهم من يأمر الوعاظ بأخذ موضوع خطبة الجمعة من خطابه السياسي الذي تعود أن يلقيه كل أسبوع، ومعنى هذا وذاك أن هذا الحاكم أراد أن يخضع خطباء الجمعة إلى سلطته لا إلى سلطة الدين والواجب والضمير، وهذا كما قلنا آت من ضعف العلماء الخطباء - وأسباب ضعفهم كثيرة - وفي بعض البلدان الإسلامية تصدر خطبة الجمعة - كاملة - مكتوبة من وزارة الشؤون الدينية إلى خطباء المساجد، وما على الخطيب إلا أن يصعد إلى المنبر ليلقي خطبة - بل أمرا - ليست من إنشائه ولا من رأيه، تقرأ في الوطن كله، حتى إذا حدثت حادثة في بلد ما وأراد الخطيب أن ينبه عليها - كما هو الواجب - ويلفت النظر إليها لم يجد لها وقتا يبلغها فيه للمصلين، فيكون حال الخطيب كحالة آلة التسجيل، تسجل ما يلقى إليها، أو كالببغاء تعيد من الكلام ما تسمعه، وهذا أحد المواقف التي ضعف فيها العلماء - وما أكثرها - وقد يبعد بعض الخطباء عن المنابر لأنهم لم يرضوا بهذه المعاملة المهينة والبعيدة عن المغزى الديني، وقد يكون موضوع تلك الخطبة في شيء لا صلة له بالحياة الإسلامية.
وهنا ظهر أن الكرسي - وأعني به كرسي الحكم الحزبي - سيطر وتحكم في المنبر وعلى المنبر، لتكون كلمته - النافذة - نافذة يطل منها على الأمة.
ولولا حب الهيمنة والتسلط لكان المنبر حرا محترما من الجميع، كما هو الشأن فيما سلف من الزمن، غير أن الكرسي أراد أن يعتلي على المنبر - منبر خطبة الجمعة - لتكون له السلطة عليه، حتى يملي إرادته كما يشاء ويحب.
وفي هذه الحال نرى أن مقام المنبر مقام جليل - لمن عرف قدره -

نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست