نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 470
التوحيد والنهي عن الشرك كما بدأها لأن الإيمان بالله تعالى مفتاح كل خير وحافظه وحارسه، والكفر به مفتاح كل شر وباعثه ومحركه [1].
ومن وسطية القرآن الكريم وحكمته: أنه يصدر هذه الآيات الأخلاقية بتقرير: (التوحيد والعبودية) لله تعالى، وهذا بدوره تأكيد أساسي على حقائق وأصول هذا المنهاج القرآني، التي تتبع جميعها هذا المدخل التأسيسي وبذلك يتقرر.
أ- أن الله تعالى هو وحده مصدر الشرائع جميعا، وهو شارع القيم والمعايير الأخلاقية، والتي تنسجم مع الفطرة، وتوافق العقل الراجح.
ب- أن الأخلاق دين ملتزم به؛ بل هي أصل من أصول المنهاج الإلهي، وليست مجرد فضائل فردية، أو آداب اجتماعية، أو أذواق حضارية ... إلخ.
ج أن الأخلاق قيم أساسية في حياة البشر يبغي أن تحظى بالثبات والاستقرار، وبالتالي يمنع الطواغيت من التلاعب بها، أو تشكيلها حسب المصالح والأهواء والنظريات .. إلخ.
4 - وقد احتوى القرآن الكريم على العديد من الآداب الفذة التي تعطي اسمى التوجيهات في باب الفضائل، والآداب الفردية والاجتماعية والتي لم تبلغ سفح ذراها أرقى المجتمعات في أمم الحضارة قديمها وحديثها، وحقا إنهما كما وصفها ربنا: (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) [البقرة: 138].
فهذا جزء من الأخلاق القرآنية أردت به التمثيل وليس الاستقصاء، وفي سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهديه مزيد من التفصيل والبيان، وإن هذا الخلق الإسلامي نمط فريد وعجيب، ليس له مقارب ولا نظير، لأنه من رب العالمين، وقد تفرد بأمور وخصائص زاد من قوتها واكتمالها وجودها مجتمعة على هذا الوجه المحكم ومنها:
أ- وجود المرجع الوافي للأخلاق في المنهاج الرباني متمثلا في الكتاب والسنة، وقد حددًا ما يحمد أو يذم. [1] انظر: المنهاج القرآني في التشريع (425).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 470