responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 469
أثر بالغ في إحسان العلائق بين الناس، بل ربما فضلوها على العطاء المادي خاصة إذا اقترن بالمن والأذى ثم تتحدث الآيات عن سوء الخلق بالبغي والاستطلة، وقساوة القلب، وجفاف الرحمة، وجمود العاطفة الكريمة، ويتمثل ذلك في مظهره الجنائي وهو القتل، وخاصة قتل الابنة الصغيرة.
نعم القتل جريمة جنائية تسلك في قانون العقوبات القصاصية، ولكنها هنا تعالج من زاويتها الأخلاقية التي تستهدف الوقاية، وتعمل على تغيير الإرادة، وتوجيهها وجهة صالحة بتحريم الفعل، وتجريمه، وإصلاح عقيدة صاحبه (نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم) [وبهدم القيم الاجتماعية الجائرة التي صنعت هذا المنكر، وسوغته بلا نكير وتنهي الآيات عن الزنى وهو بنفس المقياس جريمة خلقية أساسها البغي والاستطالة على الأعراض والحرمات، وإهدار العفاف والشرف، والاستهتار بكل كريم من القيم الإنسانية العليا، وتأمر الآيات وتنهي عن أمور مردها إلى خلق الأمانة أو الخيانة، والجد أو العبث، والتواضع العزيز أو الكبر الغرور.
فمن الأمانة حفظ مال اليتيم حتى يبلغ أشده، والوفاء بالعهد وتوفيه الكيل والميزان والخيانة أضدادها.
ومن الجد اشتغال الإنسان بما يعنيه، وعدم تتبعه ما ليس له به شأن ولا علم: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء: 36]. والعبث كل العبث اشتغال الإنسان بما نهي عنه.
ومن التواضع العزيز شعور الإنسان بحدوده، ومعرفته قدر نفسه فيضعها في مواضعها الصحيحة.
ومن الكبر والغرور ذلك التطاول المبنى على الجهل والطيش والحماقة: (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً) [الإسراء: 37].
ولأن هذه وصايا جامعة لكل ما يصلح شأن الإنسان ختمها الله تعالى بقوله الحكيم: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ) [الإسراء: 39]، فسماها حكمة، والحكمة كما علمنا من أبرز ملامح الوسطية، وختمها بالدعوة إلى

نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 469
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست