نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 471
ب- وجود ما يضبط السلوك ويبعث على العمل، وهو رجاء الله والدار الآخرة.
ج- وجود القدوة العملية وهي من أسس التربية الخلقية، وقد تمثل ذلك بأوفى معانيه في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4]، ولذلك جعله قدوة المؤمنين وأسوتهم: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21]، وجعل أصحابه أنفسهم قدوة للعالمين: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران: 110].
أساليب التأثير والاستجابة والالتزام التي تحول الخلق من دائرة النظريات إلى صميم الواقع التنفيذي، والعمل التطبيقي سواء كانت اعتقادية كمراقبة الله تعالى، ورجاء الآخرة، أو عبادية كالشعائر التي تعمل على تربية الضمائر، وصقل الإرادات، وتزكية النفس. ومن هذه الحوافز الإلزامية ما يأتي من خارج النفس متمثل في:
أ- التشريع: الذي وضع لحماية القيم الخلقية كشرائع الحدود والقصاص التي تحمي الفرد والمجتمع من رذائل البغي على الغير: (بالقتل أو بالسرقة) وانتهاك الأعراض: (بالزنى، والقذف)، أو البغي على النفس وإهدار العقل: (بالخمر، والمسكرات المختلفة).
ب- سلطة المجتمع التي تقوم على أساس ما أوجبه الله تعالى من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتناصح بين المؤمنين، ومسؤولية بعضهم عن بعض، وقد جعل الله تعالى هذه المسؤولية قريبة الزكاة، والصلاة، وطاعة الله ورسوله:
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 71].
بل جعلها المقوم الأصلي لخيرية هذه الأمة: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [آل عمران: 110].
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 471