responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 256
المبحث الأول صفات الملائكة الخلقية
إن الخالق عز وجل لم يخبرنا من صفاتهم الخلقية إلا النزر القليل، فأخبرنا سبحانه أنهم خلقوا قبل آدم, إذ ورد في القرآن أن الله أخبرهم بأنه سيخلق الإنسان، ويجعله في الأرض. قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30].
وأما المادة التي خلقوا منها، فقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الله خلقهم من نور، فقد أخرج مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم " [1] وتدل النصوص في مجموعها على أن الملائكة مخلوقات نورانية ليس لها جسم مادي يدرك بالحواس الإنسانية، وأنهم ليسو كالبشر فلا يأكلون، ولا يشربون، ولا ينامون، ولا يتزاوجون، مطهرون من الشهوات الحيوانية، ومنزهون عن الآثام والخطايا، ولا يتصفون بشيء من الصفات المادية، التي يتصف بها ابن آدم [2].

أ- لهم القدرة على التشكل:
غير أن لهم القدرة على أن يتمثلوا بصور البشر، بإذن الله تعالى كما أخبر الله عز وجل عن جبريل عليه السلام أنه جاء مريم في صورة بشرية، فقال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: 16 - 17].
وفي حديث جبريل المشهور، حين جاء يعلم الصحابة معنى الإسلام، والإيمان، والإحسان، وأشراط الساعة، ذكر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، أنه جاء على هيئة رجل

[1] أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب أحاديث متفرقة (4/ 2294).
[2] شرح ملا علي القاري على الفقه الأكبر (11).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست