نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 232
وأنكروا وجحدوا ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - فانحرفوا عن منهج الوسطية ووقعوا في الإفراط والتفريط وابتعدوا عن الصراط المستقيم ومنهج الاعتدال الذي بينه القرآن الكريم.
ومما لا ريب فيه أنه ليست هناك صفة لله في القرآن أو في السنة إلا وقد ساقها الله تعالى لحكمة ومنفعة وغاية ولولا ذلك لما ساقها ولما ذكرها لأن كلامه وكلام رسوله ينزه عن العبث واللغو والحشو. ومن ظن أن الله يحشو كلامه بما لا فائدة في ذكره أو لا غاية من ورائه أو لا أهمية له فقد اتهم الله بالنقص واللغو.
ولبيان أن لكل صفة من صفات الله أثرًا في قلب المؤمن سنبين ذلك ببعض التفاصيل من حيث إن لكل صفة في القلب أثرًا يتضح ذلك ويخرج في السلوك البشري، فلا توجد صفة من صفات الله إلا ولها أثر وفائدة، وإنما الذي ينكر الأثر هم الجهلة والجاحدين أما علماء أهل السنة والجماعة فبينوا ذلك الأمر بيانًا أوضح من الشمس في رابعة النهار.
أثر صفة العظمة:
وهذه الصفة مشتقة من اسمه تعالى العظيم، والعظمة صفة من صفاته لا يقوم لها خلق، والمقصود أن عظمة الله سبحانه لا يمكن أن يتصف بها أحد من خلقه والله خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضًا، فمن الناس من يعظم لمال، ومنهم من يعظم لفضل، ومنهم من يعظم لعلم، ومنهم من يعظم لسلطان، ومنهم من يعظم لجاه، وكل واحد من الخلق إنما يعظم لمعنى دون معنى، والله عز وجل يعظم في الأحوال كلها، فينبغي لمن عرف حق عظمته سبحانه أن لا يتكلم بكلمة يكرهها الله، ولا يرتكب معصية لا يرضاها الله.
فإذا شعر العبد بعظمة الله خاف مولاه واتقاه ورغب في مرضاته سبحانه وتعالى، والحديث الدال على صفة العظمة قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يقول تبارك وتعالى: العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار " [1]. [1] أخرجه ابن ماجه، كتاب الزهد، باب البراءة من الكبر (2/ 1397)، رقم الحديث (4175)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 232