نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 233
أثر صفة يد الله:
ومن الصفات التي جحدتها قلوب النفاة وأنكرها الزنادقة قديمًا، وصف الله نفسه سبحانه بأن له يَدَيْن، وهذا ما قد مدح الله به نفسه في آيات كثيرة من كتابه، وقد مدحه بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة وهي تدخل في صفات الله الذاتية، وقد بين سبحانه في الآيات والأحاديث عظمة عطائه وسعة فضله وأن يده الكريمة جل وعلا دائمة العطاء والإنفاق، وفي مجال قوته وجبروته وبطشه وكمال قدرته وبيان عظمته أن السموات والأرض يوم القيامة تكون بيمينه: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].
ولا شك أن أثر الإيمان بهذه الصفة في قلب المؤمن عظيم؛ لأنه يورث القلب المهابة لله والخوف منه وتعظيم أمره، وشأنه وأنه الملك الذي قهر الملوك، وأنه لا مفر من قبضته، ولا ملجأ منه إلا إليه.
أثر اسم الله الحميد:
وهذا الاسم يتضمن لصفة الحمد بكل أنواعه، فهي صفة ذاتية لله عز وجل لا تنفك عنه وتظهر آثارها باستمرار في كل لحظة، ومعناها أنه سبحانه مستحق لكل أنواع الحمد, لأنه المحمود في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وليس ذلك لأحد سواه سبحانه، كما يبدو لي أن العبد لا بد أن يسلك في حياته سلوكًا يحمد عليه, لأن أعماله جميعًا يجب أن تكون خالصة للحميد، ولو أن كل فرد تحرى أن يكون عمله حميدًا لصلح أمر الناس في الدنيا والآخرة، ولاختفت المنازعات فيما بينهم والخصومات ولعاشوا جميعًا إخوة في الله متحابين [1].
أثر اسم الله المهيمن:
ومن آثار هيمنته سبحانه أنه يملك أن يتصرف في خلقه كيف يشاء؛ لأنه ملكهم [1] انظر: مفهوم الأسماء والصفات، مقال في مجلة الجامعة الإسلامية العدد (59): 70 - 79.
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 233