نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 23
أي: والصلاة المتوسطة بين الطول والقصر، ويؤيده الأحاديث المروية عنه -صلى الله عليه وسلم- في ذلك قولا وفعلا.
ثم مر بي في القاموس حكاية هذا قولا، حيث ساق في مادة (وسط) الأقوال في الآية، ومنها قوله: أو المتوسطة بين الطول والقصر، قال شارحه الزبيدي [1]، وهذا القول رده أبو حيان [2] في البحر المحيط، ثم سنح لي احتمال وجه آخر، وهو أن يكون قوله: (وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) أريد بها وصف الصلاة المأمور بالمحافظة عليها بأنها فضلى، أي ذات فضل عظيم عند الله، فالوسطي بمعني الفضلى من قوله للأفضل الأوسط [3].
4 - أما محمد رشيد رضا -رحمه الله- فقال: (والصلاة الوسطي هي إحدى الخمس، والوسطي مؤنث الأوسط ويستعمل بمعنى التوسط بين شيئين أو أشياء لها طرفان متساويان، وبمعني الأفضل، وبكل من المعنيين قال قائلون، ولذلك اختلفوا في أي الصلوات أفضل، وأيتها المتوسطة) [4].
5 - وأما ابن عاشور [5] -رحمه الله- قال: (فأما الذين تعلقوا بالاستدلال بوصف الوسطي فمنهم من حاول جعل الوصف من الوسطي بمعنى الخيار والفضل، فرجع إلى تتبع ما ورد في تفضيل بعض الصلوات على بعض، ومنهم من حاول جعل الوصف من الوسط، وهو الواقع بين جانبين متساويين من العدد، فذهب يتطلب الصلاة التي هي بين صلاتين من كل جانب وبهذا التفسير لمعنى (الوسطى) من أقوال [1] هو محمد بن محمد بن مرتضي، لغوي محدث كثير التصانيف من أجودها، تاج العروس شرح القاموس، توفى سنة 1205هـ، انظر: الأعلام (8/ 70). [2] هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي الغرناطي لغوي ومفسر له في التفسير (البحر المحيط) ولد سنة 654هـ، مات 745هـ. انظر ترجمته في القول المختصر المبين في مناهج المفسرين: (37). [3] انظر: تفسير القاسمي: (3/ 622 - 326). [4] انظر تفسير المنار: (2/ 437). [5] هو محمد بن الطاهر بن عاشور ولد بتونس سنة 1879م، وكان من كبار علماء الزيتونة له مؤلفات كثير من أشهرها التحرير والتنوير في التفسير وله تلاميذ كثيرون من أشهرهم العلامة عبد الحميد بن باديس الجزائري، توفى سنة 1973م، انظر (عبد الحميد بن باديس العالم الرباني والزعيم السياسي: 32).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 23