نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 22
فإن قلنا إن الوسطي بمعنى الفضلي، جاز أن يدعي هذا كل ذي مذهب فيها، وإن قلنا: إنها أوسطها مقدارا، فهي المغرب، لأن أقل المفروضات ركعتان، وأكثرها أربعا، وإن قلنا: إنها أوسطها محلا، فللقائلين: إنها العصر أن يقولوا: قبلها صلاتان في النهار، وبعدها صلاتان في الليل، فهي الوسطي.
ومن قال هي الفجر، قال عكرمة [1]: هي وسط بين الليل والنهار، ومن قال هي الظهر، قال: هي وسط النهار فأما من قال: هي المغرب، فاحتج بأن أول صلاة فرضت الظهر، فصارت المغرب وسطى ومن قال: هي العشاء، فإنه قال: هي بين صلاتين لا تقصران [2]، ومن خلال ما ذكرنا يتأكد ارتباط كل قول بمعنى الوسط في ضوء المعاني التي سبق بيانها.
3 - وقال القاسمي [3] في تفسيره: (الصلاة الوسطي: أي الوسطي بين الصلوات، بمعنى المتوسطة، أو الفضلى منها، من قولهم للأفضل: الأوسط.
فعلى الأولى يكون الأمر لصلاة متوسطة بين صلاتين، وهل هي: الصبح، أو الظهر، أو العصر، أو المغرب، أو العشاء، أقوال مأثورة عن الصحابة والتابعين.
وعلى الثاني: فهي صلاة الفطر أو الأضحى أو الجماعة أو صلاة الخوف أو الجمعة أو المتوسطة بين الطول والقصر، أقوال أيضًا عن كثير من الأعلام.
ثم قال: سنح لي -عرض لي- وقوي بعد تمعن احتمال قوله تعالى: (وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) بعد قوله: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ) لأن يكون إرشادًا وأمرًا بالمحافظة على أداء الصلاة أداء متوسطًا، لا طويلا، ولا مملا، ولا قصيرًا مخلا، [1] هو الإمام التابعي مولى ابن عباس عكرمة بن عبد الله أبو عبد الله البربري ثم المدني، أحد الأعلام المفسرين الكبير، كان كثير التنقل في الأقاليم، وكانت الأمراء تكرمه وتصله توفى سنة 107هـ، وقيل: 106هـ، انظر: ترجمته في العبر (1/ 100) والبداية والنهاية: (9/ 244 - 250). [2] انظر: زاد المسير لابن الجوزي (1/ 283). [3] هو محمد جمال الدين أبو الفرج بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر، المعروف بالقاسمي، الفقيه الأصولي المفسر المحدث، الأديب المتقن، من أعلام الشام ولد عام ثلاث وثمانين ومائتين وألف، وتوفى في سنة 1332هـ، انظر ترجمته في مقدمة كتابه قواعد التحديث: (11).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 22