نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 24
المفسرين المتقدم نلاحظ: الارتباط بين هذه الكلمة وموضوع الوسطية الذي هو مدار هذا البحث، سواء أكانت بمعنى التوسط بين شيئين أم بمعنى الخيار الأفضل، وسيأتي مزيد بيان لهذه القضية إن شاء الله - بعد عرض جميع الآيات.
ثالثاً: كلمة (أوسط):
وقد وردت هذه الكلمة في آيتين: الأولى في قوله تعالى: (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) [المائدة: 89]، والثانية في سورة القلم في قوله تعالى: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ) [القلم: 28].
وقد ذكر المفسرون معنى كل كلمة في مواضعها، فمنهم من جعل معناهما واحدًا، ومنهم من فرق بين مدلوليهما، وإليك تفصيل ذلك:
الأولى: آية سورة المائدة:
1 - قال الطبري: يعني تعالى ذكره بقوله: (مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) أعدله، قال عطاء [1] -رحمه الله- أوسطه: أعدله.
وقال بعضهم: معناه: من أوسط ما يطعم من أجناس الطعام الذي يقتاته أهل بلد المكفر أهليهم، ومن ذلك قول ابن عمر [2] من أوسط ما يطعم أهله الخبز والتمر، والخبز والسمن، والخبز والزيت، ومن أفضل ما يطعمهم: الخبز واللحم.
وقال آخرون: من أوسط ما يطعم المفكر أهله، قال إن كان ممن يشبع أهله أشبع المساكين العشرة، وإن كان ممن لا يشبعهم لعجزه عن ذلك أطعم المساكين على قدر [1] هو الفقيه الكبير والتابعي الجليل عطاء بن أبي رباح، أسلم القرشي أبو محمد مولى قريش فقيه أهل الحجاز، من أفضل زمانه، ومن أحسن الناس صلاة وأدومهم ذكرا، روى عن ابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وكان ثقة كثير الحديث، توفى سنة 114هـ، انظر: العبرى (1/ 108) سير أعلام النبلاء: (5/ 78) تهذيب التهذيب (7/ 199). [2] هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي ثاني المكثرين ي الرواية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وشقيق السيدة حفصة أم المؤمنين وأحد العبادلة الأربعة المشهورين بالإفتاء وكان الزهري لا يعدل برأيه أحدًا، توفى رحمه الله عام 73هـ، انظر: الإصابة رقم (4825).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 24