نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 149
قال الشاعر:
إذا العلم لم تعمل به كان حجة ... عليك ولم تعذر بما أنت جاهله
فإن كنت قد أوتيت علما فإنما ... يصدق قول المرء ما هو فاعله (1)
وبهذا يتضح أن العلم لا يكون من دعائم الحكمة -التي هي من ملامح الوسطية- إلا باقترانه بالعمل، وقد كان علم السلف الصالح -وعلى رأسهم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- - مقرونا بالعمل، ولهذا كانت أقوالهم وأفعالهم، وسائر تصرفاتهم تزخر بالحكمة، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها" [2].
وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- بالحكمة والفقه في الدين، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم علمه الحكمة"، وفي لفظ "اللهم علمه الكتاب" وفي لفظ "اللهم فقهه في الدين" [3].
فكان -رضي الله عنه- حبرًا للأمة في علم الكتاب والسنة والعمل بهما استجابة لدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أسباب وطرق تحصيل العلم:
والعلم النافع له أسباب ينال بها وطرق تسلك في تحصيله وحفظه من أهمها:
1 - أن يسأل العبد ربه العلم النافع، ويستعين به تعالى، ويفتقر إليه وقد أمر الله نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بسؤاله أن يزيده علما إلى علمه [4].
فقال تعالى: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) [طه: 114]، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما" [5].
(1) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 7). [2] البخاري مع الفتح، في كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة (1/ 165). [3] البخاري مع الفتح، في كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر ابن عباس (7/ 100). [4] انظر: تفسير الإمام الطبري (3/ 233) وتفسير العلامة السعدي (5/ 194). [5] الترمذي: كتاب الدعوات، باب العفو والعافية (5/ 578).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 149